محمد فودة

محمد فودة يكتب.. الدستور الجديد.. قيمة أن نقول: «نعم»

الإثنين، 13 يناير 2014 06:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعل التحدى الحقيقى الذى يواجه الجماعة الإرهابية اليوم هو نجاح الدستور الجديد - دستور الثورة الحقيقى ـــ والذى يمثل ثوابت وقيم وشخصية جماهير الشعب، ولم ينس فئة من الفئات أو أى طائفة بالمجتمع، ولهذا فإننى أدعو المصريين ليقولوا معى نعم للدستور فى حشد مثلما كنا فى يوم 30 يونيو، هو دستور يمكن أن تصفه بأنه أعظم دستور فى تاريخ مصر.. حتى أنه تجاوز فى إيجابياته دستور 1971 والذى اعتبره الشعب مثالا للدستور المتوازن، أو على الأقل الذى لا يجور على حق أحد ضد الآخر.. لكن دستور 2014 الجديد الذى نحن بصدد الاستفتاء عليه غدا، بإذن الله، قد تعامل مع الجميع بلغة الحياد دون أن يظلم أحدا.. ولأول مرة نجد من بين بنوده ما ينصف حرية الفكر والعقيدة. ويحسم حقوق الملكية الفكرية والتى من شأنها أن تحمى رموزا كثيرة تجتهد فى أن تحافظ على حقوقها العلمية أو الأدبية أو الفنية.. ولم يكن لها قانون يحميها أو يصونها.. الدستور الجديد لأول مرة أيضا يرفع سقف ميزانية البحث العلمى إلى أكثر من ثلاثة أضعاف الموجود.. فى سابقة تؤكد أن الدولة الجديدة بعد ثورة 30 يونيو تسعى لترسيخ مبدأ احترام العلم وتحث العلماء على البحث العلمى الجاد حتى تخرج الأبحاث من الأدراج التى حبست فيها منذ سنوات وكأن الدولة كانت فى الماضى ترجم العلماء وتغتالهم وترميهم بالوهم والحصاد فى الهشيم.. إن هذا البند المهم جدا فى الدستور من شأنه الدخول فى مرحلة من التحضر والارتقاء وبمثل هذا التقدير العلمى، رفع الدستور الجديد ميزانية الصحة من منطلق أن صحة الشعب حجر الزاوية فى كل تطلعاته نحو المستقبل.. الدستور الجديد أعطى ذوى الاحتياجات الخاصة والمعاقين كل حقوقهم.. أعطى أيضا احترام الإنسانية وقنن بصراحة ووضوح عدم التعذيب. بل إن هذا القانون كان من العظمة لأنه لم يوص بعدم تعذيب الإنسان فحسب بل عدم تعذيب أى روح خلقها الله سبحانه وتعالى وكرمها.. إن هذا الدستور الجديد يرفع من كرامة الشعب ويعطيه حقه وكيانه ورفعته وإذا كان من الصعب أن أتوقف عند أهم نقاط الدستور فهى كثيرة ومهمة.. إلا أننى أحرص على أن أتوقف عند مادة احترام الأزهر الشريف الذى هو منارة الإسلام الوسطى فى مصر والعالم العربى والعالم أجمع.. أعطى الدستور بكل ثقة حصانة للمؤسسة التى نعتبرها صمام الأمان لكل مصرى مسلم كان أو مسيحيا. الأزهر بتاريخه والذى حاول البعض هدمه وتهميشه زورا وبهتانا يعود مع الدستور الجديد شامخا منيرا وشمسا تضىء للعالم أجمع وتقول لكل من يحاول العبث بالدين واللعب بمقدرات مصر إن هناك ثوابت لا يمكن للشعب المصرى أن يفرط فيها أو أن يتركها لمن يحاول النيل منها. ولا حتى مجرد التفكير فى استغلالها حراما ضد إرادة الشعب ومستقبله.
غدا يوم الاستفتاء على الدستور أقول للشعب لنخرج جميعا يدا واحدة ونعلنها كلمة واحدة أيضا لنقول «نعم.. نعم للدستور» الذى لم تشهد مصر واحدا مثله من قبل.. نعم لهذا الجهد الخلاق المبنى على الإخلاص والوفاء بالوطن وبكرامة المصريين، نعم للقيم.. نعم لثورة 30 يونيو.. أقول للذين خرجوا من بيوتهم فى الثلاثين من يونيو فى ثورة عملاقة لم تشهدها مصر من قبل، بل لم يشهدها العالم أجمع.. أقول.. اخرجوا مثلما خرجتم فى الثلاثين من يونيو - لنقول نعم - لتعبر عجلة الدولة نحو صبح جديد وفجر نعرفه جيدا، هو فجر العدل ولتصحبح مصر دولة راسخة مستندة على ميثاق بين الشعب والحاكم وعلى جبل من العزة والعزم نحو مستقبل تنتظره الأجيال.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة