فتى الأحلام كلمة ثابتة ومرسخة فى عقول الفتيات ولكنها متغيرة من جيل لآخر ومن زمن لزمن، ففتى الأحلام فى فترة ما قبل ظهور التليفزيون كان يتمثل فى الروائى أو الشاعر الذى يرسم صورته من خلال كتابته التى تجذب الفتيات، ثم تطور الوضع بعد ظهور شاشات السينما والشاشة الصغيرة، وتربع الفنانين على عرش قلوب الفتيات، وأصبح الشاب الذى يشبه "رمزى أو أباظة" ويضع الفازلين على شعرة، وينمق ملابسه ويلمع حذائه هو الشاب "المثالى" واستمرت مواصفات فتى الأحلام تتغير بتغير مواصفات أبطال السينما.
ولكن بعد ثورة 25 يناير تحول رجال السياسة لإبطال المرحلة نتيجة التركيز عليهم إعلاميا، بل وكونوا قاعدة معجبات كبيرة كعمرو حمزاوى، خالد تليمة، وغيرهم.
حتى هلت علينا 2013 وتغيرت كل المقاييس الخاصة بفتى الأحلام رقيق المظهر، مرهف الحس، إلى قوى الهيئة صارم الطباع، وكانت هذه الصفات هى النتيجة الطبيعية للأحداث القاسية التى نعيشها، والتى تحول أبطالها إلى رجال الشرطة والقوات المسلحة، اللذين قدموا تضحيات كبيرة للبلد وتركز الضوء عليهم على مستوى الإعلام أو حتى مواقع التواصل الاجتماعى، وأصبحوا نجوم المرحلة.
محمد عزام مدير إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أصبحت الآن صور ضباط الجيش والشرطة خصوصا القياديات، كالمتحدث الرسمى العسكرى، والفريق السيسى، هم مصدر رزق لكثير من مديرى الصفحات، فكانت صور النجوم والفنانين هى أكثر الصور التى تجمع "الليكات" والتعليقات، ولكن مع تبدل الذوق العام ونظرة كل أفراد الأسرة وعلى رأسهم الفتيات للضباط على أنهم الأبطال، بدأ بعض من مديرى الصفحات باستغلال هذه النقطة ورفع صور ضباط قوات وعمليات خاصة والمتاجرة بصورهم، من أجل استمرار الصفحة.
يتابع، بل وظهرت حملة على "الفيس بوك" "سيسى حوش رجالتك عنى"، والتى تعتبر نوع من أنواع الاستغلال لشعبية هؤلاء الأبطال، ومغازلة فكر المراهقين من أجل تحقيق المصلحة للصفحة بأى وسيلة.
تقول نور مهاب 22 سنة لـ" اليوم السابع " لكل مرحلة مواصفات فتى الأحلام مناسبة وملائمة لها، تتابع، زمان كانت الناس لا تعانى من مشاكل عصرنا هذا فكانوا أصاحب مزاج رفيع، لذلك كانت تعجب الفتاة بممثل أو مغنى، إنما الآن، فى ظل الظروف الصعبة التى نعيشها، فمن الطبيعى أن يكون فتى أحلام البنت متمثل فى شخص يحميها ويطمئنها ويكون لها البطل، كضابط الشرطة أو الجيش.
وتشير إلى تهافت الفتيات للتصور مع الضباط بدلا من النجوم
قائلة " لأننا بصراحة فى الأيام دى مش محتاجين شاب "فرفور" مسقط بنطلونه، أنا عن نفسى مخطوبة لضابط شرطة".
كما تقول مى إبراهيم 20 سنة إن سبب تعلق الفتيات بالضباط فى الآونة الأخيرة، يرجع الفكر والنشأة التى تربينا عليها كفتيات فى مجتمع شرقى، فكل بنت تربت على أن يكون فارس أحلامها البطل القوى، حتى فى الحواديت التى يحكيها لنا أهالينا، كسندريلا و سنوايت، نلاحظ أن البطل على طوال الوقت يحارب الأعداء من أجل حبيبته.
تتابع، و مع أحداث الفوضى والتخريب التى شاهدتها البلاد فى الفترة الأخيرة، وظهور ضباط الشرطة والجيش فى دور البطل الذى يحارب الأعداء المتمثلين فى الإرهابيين، فوجدت الفتاة بهم ما كانت تبحث عنه لتستكمل الفكر التى تربوا عليه.
ولكن هناك فتيات لها رأى آخر، فدوى عاطف 19 سنة، ترى أن فكرة الإعجاب بالضباط مجرد موضة مثلها مثل أى تقليعة، تظهر فجأة نتيجة ظروف محيطة بها، ويستغلها البعض من أجل الترويج لمصالحة الشخصية مثل ما يحدق الآن على مواقع التواصل الاجتماعى، ولكن تختفى تلك الموضة باختفاء هذه الإحداث أو الظروف، فلذلك موصفات الرجل المثالى لدى الفتى العربية، تتبدل وتتغير مع تغير الزمن والظروف، مثلها مثل أى موضة عابرة.
وتقول مديحة عاشور 26 سنة، أن السبب فى تلك الظاهرة هو الإعلام وتراجع مكانة الفنون بشكل مؤقت لدى الشعب المصرى، نتيجة انشغاله بالأحداث الجارية، فدائما ما كان يلقى الضوء على الفنانين والنجوم، ولكن حاليا مع إسقاط الضوء عن الجانب الفنى وتركيزه على الجانب السياسى أكثر، فأصبح رجال السياسة ورجال العمليات الخاصة، سواء جيش أو شرطة هم نجوم شباك كل بيت مصرى، وليس على مستوى الفتيات فقط.
التطور الطبيعى لفتى الأحلام من أحمد رمزى ورشدى أباظة لرجال الصاعقة والعمليات الخاصة
الأربعاء، 04 سبتمبر 2013 04:49 م
مى إبراهيم
كتبت جهاد الدينارى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة