كرم جبر

خايف على "خارطة المستقبل" !

الخميس، 26 سبتمبر 2013 11:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أضع يدى على قلبى خوفا على "خارطة المستقبل "، فالمناورات الخفية كثيرة، والألاعيب الصغيرة أكثر، والمطامع الشخصية تطل برأسها، وأشتم رائحة صراع مجنون على السلطة، وكأنها غنائم حرب، وكأن أحداً لم يستوعب درس الإخوان، وأن خطرهم مازال قائما ويتحينون الفرصة للانقضاض مرة ثانية، ويساعدهم فى ذلك الدور المزدوج لحزب النور، الذى يعيد إحياء لعبة، " الشريعة والشرعية " ليكون بديلا لهم، ويحصد مكاسبهم، ويجلس على عرشهم، والأكثر استفزازاً هو هرولة كثير من القوى السياسية والثورية لعقد تحالفات وصفقات انتخابية مشبوهة تحت شعار " فلتركب العربة مع الشيطان حتى تصل إلى الهدف"، ولم يستوعبوا درس أن السلفيين يلعبون على كل الأحبال ولكنهم الاحتياطى الاستراتيجى للتيارات المتشددة، لذلك لم يكن لهم أى دور فى ثورة 30 يونيو، و كانوا فى رابعة والنهضة .




لن تنجح خارطة المستقبل بالارتجال والعشوائية، ولكن بالخطط المدروسة والتحركات الواعية، والاختبار الأول هو الدستور وإذا لم يخرج الناس بعشرات الملايين للموافقة عليه، ستحدث لانتكاسة وكارثة وطعنة غادرة يدفع ثمنها كل المصريين، والناس - فى رأيى - لن يخرجوا إلا إذا اشتعلت فى نفوسهم جذوة الحماس الوطنى، واقتنعوا بأن الموافقة على الدستور مسألة حياة أو موت، وأنه يحمى مستقبل مصر، ويقطع الطريق على عودة الإخوان ويحصن الوطن ضد مؤامرات التقسيم والتآمر والحرب الأهلية والخراب والدمار، دستور يقول بوضوح، " نعم لمصر ولا للإخوان " .. ويحفّز الناخبين على الخروج الكبير لمواجهة الحشد الإخوانى الذى بدأ مبكراً لربط الدستور - مرة أخرى - بالإسلام وأعداء الإسلام، وأن من يقولون " نعم " هم الانقلابيون والعلمانيون والملحدون، ومن يصوتون بـ " لا " هم المؤمنون الراكعون الساجدون وأنصار الشريعة، وغير ذلك من ترسانة الآكاذيب الإخوانية .



لن تنجح خارطة المستقبل مادامت مصر تفتقد حزبا قويا له مقار فى 4500 قرية، ويمد جسور التواصل، والتفاعل مع الجماهير فى المناطق الفقيرة والمهمشة، والإخوان لهم هذا التواجد وينجحون فى توظيفه فى مواسم الانتخابات، سواء بالدعاية الكاذبة، أو بزجاجات الزيت وأكياس السكر، ولا أثق كثيراً فى الإئتلافات الحزبية لجبهة الإنقاذ، لأن تجارب الماضى تقول، إنهم لن يتفقوا، ولو اتفقوا فتواجدهم فى الشارع ليس له ثقل كبير، وتحتاح المواجهة لخيال سياسى يبتكر حلولا إبداعية لخلق كيان حزبى كبير، يملأ الفراغ الموجود فى الشارع، ويواجه الإخوان والسلفيين الذين يحلمون بالعودة للسلطة عبر بوابة البرلمان، ولو حدث ذلك فانتظروا مستقبلا أكثر سوء بكثير من العام الذى حكمه مرسى، وتخيلوا شكل برلمان فيه أكثرية أو عدد كبير من الإسلاميين أصحاب الحصانة، وشغلهم الشاغل الإضرابات والاعتصامات والمسيرات والخيام داخل المجلس، وتعطيل دولاب العمل وإصابة أجهزة الدولة بالشلل التام .


لو جاء برلمان فيه أكثرية من الإسلاميين فلا جدوى من الرئيس القادم أو سلطاته وصلاحياته، وسيكون ضعيفا ومهتزاً وواقعا طول الوقت تحت سيوف الابتزاز، والبرلمان شوكة فى ظهره ومترصدا به وساعيا إلى فشله وإسقاطه، ولن يكون الرئيس حكما عدلا بين السلطات بل لعبة طيعة فى أيدى مراكز القوة والضغط .. ورأيى أنه لا يصلح رئيس لمصر فى السنوات القادمة سوى السيسى، فهو القائد الحقيقى لثورة 30 يونيو، وله شعبية طاغية، والمصريون يثقون فيه، ويدير الفترة الانتقالية الثانية بحكمة وهدوء وثبات، بعيدا عن هرجلة، وتخبط المجلس العسكرى الذى أدار الفترة الانتقالية الأولى، وانتهى به الأمر إلى تسليم البلاد على طبق من ذهب للإخوان .. أما بقية الشخصيات المطروحة على الساحة فلا ترقى إلى طموح الملايين الذين خرجوا لتخليص مصر من بين أنياب الإخوان .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة