محمد فودة

محمد فودة يكتب.. «العراف» و«حكاية حياة».. طائران للحب والإبداع

الإثنين، 19 أغسطس 2013 06:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما تختلف أعمال رمضان الدرامية هذا العام عن غيرها من الأعوام السابقة، حيث تميز أغلبها بروح التجديد وإن كان كثير من أعمال الشباب لا يقوى على منافسة أعمال الكبار.. فتبقى منها أنها أعطت فرصة كبيرة لعودة الأعمال الأدبية المهمة إلى جانب أنها تنبئ عن ظهور عشرات النجوم والنجمات الجدد فى مجالى الكوميديا والتراچيديا.. وفى النهاية كان حصاد هذا الموسم الذى وصل إلى 41 مسلسلاً متحدياً سنوات الكساد ولعلها عودة لريادة الدراما المصرية.. بعد تراجع عدة مواسم كانت هناك السيادة للدراما السورية والتركية.. ولكنى هذا العام أتوقف عند عملين - على أن أواصل الكتابة عن أعمال أخرى - لكنى أرى العملين قد جمعا أغلب مفردات الفن الدرامى ومتعة الرؤية قد اكتملت فيهما أو كادت.. ولهذا فقد تربعا على قمة الدراما المصرية - أولهما «العراف» للنجم عادل إمام والثانى «حكاية حياة» للنجمة غادة عبدالرازق وهما عملان فارقان إذ استحوذا على أكبر نسبة مشاهدة وأعلى نسبة إعلانات.. يأتى ذلك إلى جانب خلوهما من كثير من سلبيات دراما رمضان التى اشتهرت مؤخراً عن طريق دعمها بالمشهيات والتى كثيراً ما تذوب ولا يبقى منها شىء سوى بعض الإفيهات يتداولها الشباب.. أما بالنسبة للنجم عادل إمام فكان هذا العام قمة الدراما ليبقى الزعيم وهو اللقب الذى توّجه به النقاد والجمهور معاً.. فى مسلسل «العراف» نرى أحداثاً مستوحاة من الواقع لرجل عاش حياته يحتال على الناس هنا وهناك.. وقد احترف هذا المجال حتى صار مهنته، ومثل هذا النموذج يحتاج إلى حرفية فى الأداء تليق مع تغيير الأنماط التى يؤديها فكأنه يشخص فى هذا العمل أكثر من سبع شخصيات مختلفة فى كل بلد مصرى يذهب إليه ينتحل صفة دبلوماسى سفير ومرة أخرى طبيب أو تاجر وغير ذلك من المهن، هى حالة غريبة تحتاج إلى أسطى فى مجاله، عادل إمام ينجح دائماً فى إشعال حرائق الإبداع.. فى كل مرة نراه فيها يبتكر هذا النموذج البشرى الجديد فإذا بنا نكتشف نماذج عجيبة يرميها هذا المبدع الخلاق فى ضمير الفن المصرى.
وأما مسلسل «حكاية حياة» فى رأيى فهو رؤية جديدة لكثير من المفاهيم المعتادة، غادة عبدالرازق تألقت بحيث كانت شديدة النضارة، فى حالة جديدة باستمرار.. هى لا تقنع بنجاح تقف عنده بل تصر على المزيد.. ولهذا فقد ازدادت بساطة فى الأداء الذى يقترب من المثالية..
لكن الدور هذه المرة يجمع بين الدراما والرومانسية والسيكودراما.. كثير من مناحى الحوار تحتاج إلى فهم لتغيرات الشخصية من الناحية النفسية وتقلبات فى أنماط المجتمع المخملى الراقى.. وبالمناسبة كانت ديكورات المسلسل دقيقة فى إظهار هذا المستوى الراقى وكيفية تراشق هذا العالم مع العوالم الأخرى، الأكثر تضاداً أو التصاقاً مع الآخرين.
أما محمد سامى مخرج المسلسل فهو لا يستمع لأحد ولا يلتفت إلى آراء النقاد وذلك رغم إتاحة الفرصة للعمل مع نجمة بحجم غادة عبدالرازق وكل الظروف خدمته، ولكن لم يستثمر هذه الظروف، وعودة إلى إيجابيات «حكاية حياة» لنجد النجم طارق لطفى فى أبهى حالاته.. هو بعيد عن الأضواء.. يسير بخطا ثابتة نحو هدف واحد هو الفن الجاد.. فنان ينجو دائماً من محاولات استقطاب الفنانين نحو الأعمال التجارية.. ليبقى صامداً مميزاً كثيف الخبرة عميق الرؤية، فى هذا المسلسل ينطلق طارق لطفى.. والنجم أحمد زاهر يعود إلى كامل لياقته مثيراً للإعجاب والتقدير.. أما الموهبة الشابة الممثل الواعد أحمد مالك فكان مفاجأة بكل المقاييس - أداؤه ملىء بالحرفية فإذا كان فى بداياته فإننا ننتظر منه الكثير ونشير له بإعجاب إننا فى انتظار فنان ذى بصمة جديدة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة