أنت تقول إن الإخوان أهل دين وصدق وحق، وتقول أيضا إنهم أكثر وطنية من باقى الأطراف، وإن رؤيتهم السياسية سابقة لعصرها وأكثر تطورا من غيرها، وتقول أيضا إن أنصارهم بالملايين، وتقول كذلك إنهم أكثر شرفا ونقاء من التيارات السياسية الأخرى التى تمتلئ أروقتها بالعملاء والخونة.
كلامك السابق على العين والرأس، وبناء عليه يجوز لى ولك آمنين مطمئنين أن نلجأ لجماعة الإخوان لكى تشارك فى إيجاد مخرج للأزمة الحالية، وما قدمته الجماعة لعلاج أزمة الوضع الحالى المتمثل فى اعتصام رابعة والنهضة ومظاهرات الهتاف للرئيس المعزول محمد مرسى يمكن تلخيصه فى 3 طرق أو 3 حلول قدمتها جماعة الإخوان الصادقة الوطنية صاحبة الرؤية السياسية التى تقول عنها أنت إنها عميقة ومتطورة، فهل تسمح لى بأن أسرد لك الحلول الثلاثة التى قدمتها جماعة الإخوان لفض اعتصام رابعة.
الحل الأول:
قدم حزب الحرية والعدالة ممثلا فى رأس حربته البرلمانى صبحى صالح مشروع قانون متكامل لمجلس الشورى وحارب بقوة من أجل إقرار هذا القانون وتطبيقه على المظاهرات والاعتصامات، وتنص مواد هذا القانون وتحديدا المادة 11 منه على أن الشرطة لها كل الحق فى فض المظاهرة فى حالة قطع الطريق، سواء بشكل ثابت أو متحرك، ونتج عنها تقييد حركة المرور، ونصت على أنه لا يترتب على أى نص من نصوص هذا القانون تقييد ما للشرطة فى الحق فى تفريق كل احتشاد أو تجمهر من شأنه أن يجعل الأمن العام فى خطر.
بينما نصت المادة 25 على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 30 ألف جنيه ولا تزيد على مائة ألف جنيه لكل من فعل أو حرض أو ساعد على مخالفة أحكام هذا القانون وترتب عليه تعطيل العمل أو إعاقة إحدى المؤسسات العامة أو الخاصة عن القيام بدورها.
الحل الثانى:
السادة فى جماعة الإخوان أكثر عبقرية مما تتصور، ولديهم بديل لكل سيناريو، فإذا فشل السيناريو القانونى السابق، يمكنك ببساطة أن تلجأ للحل الثانى الذى قدمه قيادات الجماعة مسجلا بالصوت والصورة وهو إعلان غضبك من الاعتصام بعد مرور 72 ساعة والترويج فى وسائل الإعلام أن المعتصمين عملاء وخونة ويحصلون على تمويل ويخططون لاقتحام مؤسسات الدولة، ثم حشد الآلاف من أنصارك عقب صلاة الفجر وإطلاقهم لتحطيم خيام المعتصمين وطردهم وضربهم، ولا مانع من تأسيس وحدة للتعذيب والخطف بجوار أى بوابة حديدية، ولا مانع أيضا أن تصاحب عملية فض الاعتصام إطلاق عدد من الشائعات الخاصة بأن خيام المعتصمين كان بها تفاح أمريكانى مستورد، وهذا دليل على حصولهم على تمويل أجنبى، وبها زجاجات خمر ومقويات جنسية وخلافه.. الميزة الاستثنائية لهذا الحل أن جماعة الإخوان المسلمين أثبتت بالتجربة أنه حل عملى حينما قامت بتنفيذه أثناء اعتصام الاتحادية، والمثل الشعبى المصرى أخبرنا من قبل بضرورة أن نسأل «مجربا» ولا نسأل طبيبا.
الحل الثالث:
لا يعجز الإخوان عن ابتكار كل ما هو جديد لعلاج الأزمة التى نعيشها، ولأن قيادات الجماعة الحالية يتمتعون بعمق الرؤية ونفاذ البصرية والقدرة على قراءة المستقبل، كان طبيعى جدا أن يقدم القيادى الإخوانى والمتحدث باسمها محمود غزلان حلا لأزمة اعتصام رابعة والنهضة قبل الأزمة بشهور طويلة، ويتلخص الحل الذى قدمه غزلان فى الآتى طبقا لما ورد على لسانه فى تصريحات لبرنامج العاشرة مساء:
اقترح محمود غزلان أن يتم منح أعضاء المجلس العسكرى حصانة ضد المساءلة عن أحداث واشتباكات محمد محمود والتعامل الأمنى المفرط مع اعتصام التحرير، وقال إن ضحايا الاشتباكات من مصابين وشهداء يمكن تعويضهم عن طريق دفع الدية، وطبقا لخطة غزلان يمكن منح المجلس العسكرى الحصانة والبدء فى فض اعتصام رابعة بالقوة، مع الوعد بتعويض جميع الشهداء والمصابين بنظام الدية.
حل آخر وضعه المرشد العام شخصيا:
وأخيرا.. كنوع من الاقتداء بأخلاق الإخوان لا تهتف أبدا بسقوط حكم العسكر عقب أى محاولة لفض الاعتصام واجعل من الدكتور عصام العريان قدوتك حينما قال لشريف عامر فى الحياة اليوم عقب أحداث محمد محمود إن هذا الهتاف فيه إهانة للجيش ولم نرض به يوما، ولم نكن شركاء فى الهتاف به فى الميادين.. ويمكنك أن تستخدم أيضا بيانات المرشد العام محمد بديع ورسائله الأسبوعية للتخاطب مع المعتصمين فى رابعة وتوعيتهم بالكارثة التى تختفى بين طيات هذه المظاهرات والاعتصامات التى تهتف ضد الجيش، وتحديدا يمكنك استخدام البيان الذى أصدره بديع قبل ساعات من مليوينة 27 مايو الشهيرة والمعروفة بجمعة الغضب، حيث رفض بيان المرشد العام المشاركة فيها، وقال بالنص: (هذه المظاهرات ضد ثورة الشعب وأغلبيته الواضحة وهدفها الوقيعة بين الشعب وقواته المسلحة وقياداتها الممثلة فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتدعو الجماعة كل القوى الحية والشعب المصرى إلى العمل بكل قوة على وأد أى وقيعة أو فتنة سواء بين صفوفه أو بينه وبين قواته المسلحة، وعدم المشاركة فى هذه الفاعليات).
هذه هى حلول الإخوان للأزمة التى نعيشها، فهل توافق على ما قدمه هؤلاء الشرفاء الصادقون، أصحاب الرؤية السياسية المتقدمة؟ أنا فى انتظار إجابتك.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة