كنت أعتقد أن ثورة 30 يونيو حسمت أمورا كثيرة، وبعثت رسالتها إلى كل الأطراف، كنت أعتقد أن الإخوان قد تأكدوا تماما أنهم فشلوا، وأنهم غير مؤهلين لحكم شعب يفوقهم ذكاء وخيالا وعددا ورقة، وأنه ينبغى – بعد ما حدث - أن يتعلموا كل شىء من أوله، إذا كانوا يرغبون فى ممارسة العمل السياسى فى المستقبل، وكنت أعتقد أن الوجوه القديمة التى أطاحت ثورة 25 يناير بولى نعمتهم أكثر ذكاء، وأن نزولهم مع الذين نزلوا لاستكمال الثورة الأولى لا يعنى أننا نسينا، أو أنهم أنقذوا البلد من الكابوس الثقيل الذى ترعرع ودخل برلمان وتاجر مع رجال ولى نعمتهم المخلوع الأسبق، وكنت أعتقد أن أعداء الجيش من مجموعة تعتبر نفسها ثورية قد تأكدوا أن جيشهم الوطنى النبيل انحاز للحدود الوطنية وللدولة المدنية ولمصر المكان والمكانة والتاريخ، وتصدى لمؤامرة كونية كادت تأخذ مصر بعيدا عن مصر. ما يفعله الإخوان فى سيناء وقطع الطرق والتحرش بمؤسسات الجيش والشرطة واعتصام التحرير يثير الشفقة أكثر مما يثير الغضب، لأنهم غير مقتنعين بفشلهم، تعاملوا مع الموضوع على أن كرامتهم المصونة جرجت، وأنهم (باعتبارهم شخصا واحدا يفكر بطريقة واحدة) لابد وأن ينتقموا من سيدة مسنة على موعد مع طبيبها، أو تعذيب شخص حتى الموت، أو بتر إصبع مواطن متهم بسرقة موبايل فى سيرك رابعة العدوية، أو ضرب طفل بشكل جماعى ووحشى فى رمسيس، أو إلقاء صبيين بسهولة وقسوة من أعلى عمارة فى الإسكندرية، أو استهداف مجند ابن فقراء من أهلنا أثناء خدمته (الإجبارية) فقط لأن كرامة اللى جابوهم جرحت، كنت أعتقد أنهم فهموا أن المصريين الذين أطاحوا ـ قبل عامين ونصف - بأناس كانوا يفكرون بالطريقة نفسها، واستشهد منهم أجمل من فيهم، لكى يحافظوا على كرامتهم ويستردوا حريتهم، هؤلاء لا يمكن أن يقبلوا حاكما يجلس تحت لافتة تبدو نبيلة، وفى الوقت نفسه يمارس الإقصاء بخسة لا تليق، لا تعرف ماذا يريدون الآن؟، هم يقولون عودة الرئيس المعزول، وماذا لو عاد.. سيحكم من؟ وكيف؟، هم يتحدثون عن الشرعية، أية شرعية؟.. هل الشرعية التى سمحت للإرهابيين بقتل الثوار فى الاتحادية وقتل خير أجناد الأرض فى سيناء، أم الشرعية التى أصدرت الإعلان الدستورى الذى انقلب به الرئيس على الدستور الذى حلف أن يلتزم به وعلى الذين انتخبوه، شرعية الاحتماء بالنفوذ الأمريكى الفج والرضا الإسرائيلى المهين؟؟ يحملون السلاح وينزلون الشوارع التى يعبر منها المواطنون المسالمون من أجل نبذ العنف!، كيف نجح هذا التنظيم فى إقناع بعض الناس بممارسة التعذيب والقتل؟، ومن أجل ماذا؟.. نحن فى حاجة إلى استشارة أطباء نفسيين وعلماء اجتماع وسؤالهم: «ما الذى يدفع شخصا إلى قتل وتدمير أناس لا يعرفهم من أجل شعور شخص يقف على منصة فى مدينة نصر يهذى ويهتف هتافات هابطة لأنه يشعر أن كرامته جرحت؟»، أما رموز نظام مبارك الذين عادوا للظهور فى الفضائيات والصحف ووزارة الببلاوى، لن ينسى أحد لهم تحالفهم مع الاستبداد وتشويه الثوار، وأنهم صنيعة نخبة جمال مبارك الاقتصادية والسياسية والأجهزة الأمنية، سعى هؤلاء لاعتبار 30 يونيو هى الثورة الحقيقية لترميم ما فعلته 25 يناير، هو صفاقة وخسة، وسأعتبرهم أكثر غباء من الإخوان إذا اعتقدوا عودة دولتهم مرة أخرى، أما العيال العبيطة التى تسعى إلى تخويف الناس من الجيش (الذى يترجمه قاموسهم العسكر)، الجيش الوطنى الذى سمع الكلام وأحس بالخطر ونزل عندما طلبه الناس، ليس جيشا لمحتل هو جيش مصر، العيال الليمونيون الذين لا نعرف لهم عملا واضحا، والذين يغيرون كفيلهم بين الحين والآخر، والذين راهنوا منذ البداية على الفاشية الدينية، والذين يقفون هذه الأيام ـ بوعى أو بدون وعى - مع الاستبداد وأمريكا وإسرائيل وتركيا وحماس.. ضد مصر والمصريين، هؤلاء يجب أن نتركهم مع «حبايبهم».. لأن موعد الإفطار ضرب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
hamed
ضربة بالمرزبة ولا مية بالشاكوش
عدد الردود 0
بواسطة:
المستشار احمد عيد
العيال الليمونيين الذين يغيرون كفيلهم كل فترة هم 6 ابريل و هم من يسمون جيشنا العظيم بالعسك
عدد الردود 0
بواسطة:
علي عبد الحليم
غــــــــــــــــــــــــــــــبـــاء ربــــــــــــــــــــــــــــــعــــاوي
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed Deeb
حرام والله عليكم الى بيصل
دعوه الى الوقوف لحظه للتفكير
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed Deeb
حرام والله عليكم الى بيصل
دعوه الى الوقوف لحظه للتفكير