أربعون عاماً تفصلنا عن واحد من أعظم إنجازات الجيش المصرى على مدى تاريخنا، انتصار العاشر من رمضان - السادس من أكتوبر عام 1973 نتذكر هذا اليوم بقوة ونحن نستعيد انتصارا لا يقل عنه هو ثورة 30 يونيو الباسلة.. فبرغم قسوة السنوات التى مرت على الشعب المصرى ما بين صعود وهبوط فى أحوال المعيشة والعلاقات الدولية والأزمات السياسية، فإن الباقى هو أصالة هذا الشعب المصرى العظيم الذى أثبت أنه لا يزال مصراً على الانتصار، ولعل يوم 30 يونيو الماضى سيظل شاهداً على أعظم ثورة مصرية وربما على مستوى العالم لم يعد أحد يمكنه أن يشكك فى وعى المصريين، ولهذا فإن كل المعطيات تؤكد أننا بعد أربعين عاماً قد تفوقنا على أنفسنا وأننا فى هذا التحدى أمام التاريخ والحضارة إنما نستجيب لنداء الضمير.. إن ما قدمه الفريق أول عبدالفتاح السيسى نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة.. للشعب المصرى فى هذه الثورة هو إنجاز لا يقل بأى حال من الأحوال عن الإنجاز الذى قدمه جنود أكتوبر إلى الشعب المصرى فى العاشر من رمضان عام 1973.. لقد استجاب «السيسى» لإرادة الشعب المصرى ولرغبته فى الخروج من هذا الكابوس الكبير. لقد تحمل «السيسى» ما لم يتحمله مسؤول من قبل.. أيام عصيبة وقرارات خالدة.. ما حققه السيسى هو مطالب ثورة شعب، خرج ليطلب الحرية والحياة والعيش الكريم، ولم يكن من الممكن أن يكون هناك أى بديل سوى إنقاذ شعب شريف نقى تاريخه من العمق بحيث علم العالم وجنده وصفوا بخير أجناد الأرض.. لقد لبى الفريق أول عبدالفتاح السيسى نداء شعبه وكان هذا هو الإنقاذ الحقيقى الذى ليس من ورائه شك أو سبيل لطريق آخر، لقد تجاوز انتصار العاشر من رمضان هذا العام كل خيال إذا هو مس كل مواطن فى مصر وعاش فى طموحه.. هكذا يطلب الشعب من ضميره من قائده فى العاشر من رمضان عام 1973، كانت سيناء محتلة من الكيان الصهيونى، وكان الوطن حزينا تسرى فى دمائه أكبر طعنة عرفها فى تاريخه فى الخامس من يونيو 1967، حيث حدثت الهزيمة التى كسرت كبرياء الوطن.. ولم يكن من الممكن تجاوزها إلا بنصر العاشر من رمضان.. وتحرر سيناء ولكن لتبقى مطمع الجميع.. فقد أعيد النظر مرة أخرى فى الثلاث سنوات الأخيرة وتم تخطيط المؤامرات الخارجية الدنيئة لتكون سيناء ضمن مخطط لتقسيم مصر من جانب التفكير الإسرائيلى الذى يريد رسم خريطة جديدة للمنطقة العربية، وهكذا بدأت المؤامرة فى العراق ثم سوريا ثم ليبيا ثم تونس وإن كانت المؤامرة دائماً تنكسر على صخرة مصر العريقة، فإن ثورة 30 يونيو التى غيرت وجه العالم كله وأثبتت أن الوعى المصرى ليس له مثيل.. قد حركت الماء الراكد فى هذه الدول الشقيقة لكى تعيد حساباتها وحتى لا تتحول الثورات العربية إلى كابوس عربى يتمكن من تدمير الشعوب وتحقيق آمال المستعمر الصهيونى.. هكذا كانت الثورة المصرية من القوة بحيث أصبحت قدوة أمام شقيقاتها فى البلدان العربية.. أصبحت منبراً لإعلاء قيم الحرية والديمقراطية الحقيقية بعيداً عن الأكاذيب ومغالطة أحلام الشعوب، واللعب على مشاعرهم.. فبينما هم يتحدثون عن القيم والدين والتقاليد نرى أن ما يفعلونه هو لخدمة الصهيونية اليوم أعلن الشعب عن وعيه الحقيقى والذى معه لا يمكن أن يتراجع إلى الخلف أبداً.. لا يمكن أن يخدعه أحد ولا يمكن أيضاً أن يكون مهدداً أو محاصراً أو يعيش فى رعب مستمر.. العاشر من رمضان هذا العام هو عبور جديد بعد أربعين عاماً من العبور العظيم.. عبور جديد نحو الحرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة