عندما غنت الفنانة الكبيرة شادية أغنيتها الشهيرة "رنة قبقابى" أكدت بذلك أن طرقعة الكعوب التى كانت تجذب الرجال تجاه النساء ترجع فى الأصل إلى الصوت المميز لملامسة "القبقاب" للأرض، فكثيراً ما غنوا لرنين الخلخال ولكن أرادت تتميز بشكل آخر.
ومؤخرًا بدأ العديد من مصممى الأزياء الاستعانة بالطرز والموضات القديمة فى الملابس، وإضافة بعض اللمسات العصرية عليها لتصبح مناسبة مع الألفية الثالثة، ولكن غاب عن ذهنهم العودة إلى لبس القبقاب، ذلك الاختراع الحلبى الذى اقتصر تواجده فقط امام ميضأة المساجد التاريخية الكبرى.
ومن المتعارف عليه أن القبقاب كان يلبس داخل البيت خاصةً لسيدات وربات البيوت، باعتباره مريحاً فى الحركة والعمل فى شؤون البيت، وفى الأسواق والأزقة، كان الرجال يلبسونه أيضاً اتقاءً للوحل أيام الشتاء، لأنه يقى من التزلق.
تعتبر دمشق من أشهر المدن العربية الإسلامية التى عُرفت بصناعة القبقاب، وكان لها سوق مخصوصة وراء الجدار القبلى من الجامع الأموى، يعرف بسوق القباقبية، ومن هذا السوق العريق كانت تُحمل مصنوعاته الخشبية المختلفة، وخاصةٌ القباقيب إلى مصر وبيروت وإستانبول، برغم وجود الحرفيين المهرة، إلا أنَّهم ليسوا بحرفية ومهارة الدمشقيين.
وعادةً يستعمل فى صناعة هذا المداس الخشبى خشب الجوز والمشمش والتوت والصفصاف والزان، أمَّا فى دمشق فيصنع من خشب الصفصاف والحور.
وللقباقيب أشكال ومسميات، منها ما يقال له الزحافي، ويعتبر الزحاف أكثر الأشكال رواجاً لرخصه، وترغبه العوام لسهولة المشى والجرى به، ونوع أخر سمى بـ"الشبراوى" والتسمية جاءت لارتفاعه شبراً، وهو قبقاب نسائى، وهناك القبقاب "الجركسي"، وقبقاب "الكندرة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة