فرن العيش البلدى تقليد مصرى أصيل، وتعبير صادق عن روح الحياة الريفية فى مصر، الكثير من المطاعم المصرية فى الفنادق ذات الخمس نجوم يتنافسون على تقديم الخبز البلدى من خلال إقامة أفران بلدية تقليدية شرقية، لجذب السياح الذين يحرصون على تناول الخبز البلدى، عندما يخرج طازجاً من أيدى سيدات خبازات تتعاقد معهن الفنادق المصرية كمظهر من مظاهر الفلكلور المصرى الخالص.
فى الفترة الأخيرة، كثير من الأسر الصعيدية والريفية، هجرت الفرن البلدى، ولجأت لاستخدام البوتاجاز، لأن البيوت الحديثة التى بنيت وتم تقسيمها على أساس شقق سكنية مستقلة تعانى المشكلة الأكبر فى هذا الصدد، بعد أن ظن أصحابها أن الفرن البلدى انقرض إلى غير رجعة، وبالتالى لم يتركوا له مساحة، لأن معظم البيوت فى الماضى كانت تبنى هذه الأفران البلدى فى الدور الأرضى، أو فوق السطوح.
ولكن هذه الفترة عادت بعض الأسر ثانية إلى الفرن البلدى، بعد أن أصبحت أنبوبة البوتاجاز سلعة نادرة، وتكلفتها عالية، فالأسرة المكونة مثلا من ستة أفراد، تحتاج إلى حوالى ثلاثة أنابيب شهرياً، لزوم استهلاك البوتاجاز، وسخان المياه، وفرن الخبز، ولذلك فضلت هذه الأسر استخدام الفرن البلدى، لأنه أقل تكلفة، خاصة أن لديهم وقودًا جاهزًا، فالفلاحون الذين يزرعون الذرة يستخدمون أعواد الذرة وحطب القطن وقودا للفرن البلدى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة