محمد فودة

محمد فودة يكتب.. كارثة مقتل الشيعة المصريين!!

الإثنين، 01 يوليو 2013 10:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مقتل وسحل الشيعة الأربعة خلال الأيام الماضية واقعة تشير إلى كارثة ربما لم تشهدها مصر من قبل على الأقل فى العصر الحديث.. كارثة تضع أيدينا على خطر أخشى أن يكون بداية عهد جديد فى مصر، يكون شكله مبنيا على اعتناق مذهب محدد دون آخر، وهى أيضا سابقة لا تعرفها مصر، لأن وطننا طوال عمره لا يعرف أى شكل من أشكال التطرف الدينى، ودائما نوصف بأننا وسطيون فى كل شىء، فالإسلام فى مصر هو إسلام وسطى متسامح يفتح يديه للجميع، وما عرفنا يوما أنه يسفك دماء الآخر، مصر لم تعرف أبدا التفرقة المذهبية ولا التفرقة الدينية.. كانت دائما ملتقى الاعتدال، هى بلد أئمة الأزهر الشريف الذى تعلمنا منهم الموعظة الحسنة والإفتاء الصادق العادل.. لا تزال فتاوى الشيخ شلتوت فى أعيننا تعلمنا وتقيم طرقنا.. وصولا إلى ما تعلمناه من سماحة الشيخ محمد متولى الشعراوى، ولا تزال تسجيلاته وكتبه تنير طرقنا وترشدنا.. حتى مفكرينا الكبار منذ الشيخ مصطفى عبدالرازق والشيخ على عبدالرازق، وكلاهما ناقشا قضايا الحكم الإسلامى، وكان طريقها واحدا هو الاعتدال وعدم التطرف.. وصولا إلى أسماء مهمة مثل طه حسين، ويكفى أن نقرأ له كتابين «على هامش السيرة» و«الفتنة الكبرى»، لنعرف كيف كان يفكر عميد أدبنا العربى، وكيف كان يستريح إلى استرجاع تاريخنا لنطمئن على واقعنا وعلى مستقبلنا.. وكانت كتب محمد حسين هيكل باشا، وتوفيق الحكيم، وعبدالرحمن الشرقاوى عن سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، رؤى ثلاثة لواقع منير نتعرف منه على واقع ديننا الحنيف، إن إسلامنا المعتدل يرفض هذا العنف الوارد علينا، والذى لم نكن نعرفه من قبل، وهو أحد رواسب سنوات من القلق السياسى، ولا يشكل بأى حال من الأحوال تركيبة الشخصية المصرية ولا يمثل أى خطوة أو أى تهديد على مستقبل الوحدة الوطنية فى مصر.. لأن الكتلة الغالبة فى بلدنا تنتصر للدين المتسامح، وما حدث منذ أيام لا ينبئ عن إرهاب أو مفتتح لسلسلة من عمليات إرهابية مذهبية.. أقولها بصراحة، إن القضية بدأت وكأنها نقاش سياحى، لا يبشر بأى تفاقم لأزمة، بل لم تكن هناك أزمة، حيث تصاعد رأى مهم يقول إنه لا مانع من دخول السائحين الإيرانيين فى بلادنا خوفا من تشييع المسلمين فى بلادنا.. لم يكن الأمر أكثر من تبادل حوار ولأننا لا نجيد لغة الحوار ولا نعرف كيف يبدأ ولا متى يتطور ولا متى ينتهى، فإن ما حدث بعد ذلك أن هذا الحوار تحول إلى عراك لم يكن أحد يتخيله.. وهل من المعقول أن يدخل سائح أو وفد من السائحين فيشتغل أهل السنة فى مصر بهم ويحولون مذهبهم من أجلهم؟! هل وصل التهريج إلى هذا الحد؟ القضية تحتاج إلى كثير من التأكيد.. وكثير من الحسم من رجال الفكر والدين.. علينا أن ننقذ الوطن من هذا الكابوس الوارد إلينا من بعيد ولسنا طرفا فيه.. نحن فى مأزق.. والمأزق جد خطير ولا يحتمل الانتظار أو الترقب، منذ ما يقرب من ثمانية شهور تم سحل والتمثيل بجثة مسجلين خطر بإحدى البلدان المصرية وكان حدثا غير قانونى وارد علينا أيضا، ولكن الأخطر أن يكون هذا القتل والسحل للمخالفة فى المذهب الدينى.. هذا مكمن الخطر.. وعلى المسؤولين فى الأزهر وعلى رأسهم شيخنا الجليل الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر أن يكثف جهود الدعوة نحو تجميع الشمل ولم الأسرة على كلمة سواء.. الأسرة المصرية بكل طوائفها وكل مذاهبها.. فكلنا نحتاج إلى إعادة ترتيب وإلى إعادة تقييم وإلى إعادة وجود.. نحتاج إلى خريطة جديدة لوطن يريد أن يكون بعيدا عن التقسيم ومحصنا ضد الفتن وضد المؤامرات الخارجية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة