بأى ذنب اتسحل أحمد جودة واتهم وأصبح من حاملى القضايا، وبأى ذنب أهينت ريهام.
قبل أن تسألونى من هما أحمد وريهام، سأروى لكم القصة لتغنيكم عن كل الأسئلة، ولكنها فى الوقت ذاته ستبث فى نفوسكم نوعاً من القرف والاشمئزاز من الفساد الجديد، التى يحاول أن يتستر بالغضب الجماهيرى، وكله تحت اسم الثورة.
بعد ساعة من بدء امتحان الثانوية العامة وأمام مدرسة أحمد لطفى السيد، التابعة لإدارة العمرانية التعليمية، جلس رجال الشرطة مستلقين فى استرخاء داخل سيارتهم، والطلاب يمتحنون مادة اللغة العربية داخل اللجان، وفى الخارج تجمع عدد من أولياء الأمور بينهم فتى صغير يحمل موبايل حديثا وورقة، وانتحى جانبا وبدأ فى تملية إجابات من ورقة فى يده.
لمحته ريهام المحررة الصحفية فى موقع كايرو دار، فاقتربت منه وسمعته يملى إجابات، لمحها الفتى فاختفى بالموبايل خلف عمارة سكنية.
أبلغت ريهام غرفة العمليات بموقع كايرو دار التى قامت انطلاقاً من مسئوليتها الوطنية بالاتصال بغرفة عمليات التربية والتعليم، وجاء الرد من مسئول يدعى الأستاذ رمضان الذى أخذ رقم تليفون المحررة.
اتصلت شخصية تابعة للوزارة تدعى إحسان بالمحررة وهى منفعلة وطلبت منها تحديد موقعها أمام المدرسة، وتوجهت لها بسيارة وخرجت وأخذت تحرض أهالى الطلاب على المحررة بصوت عال قائلة "هو ده الإعلام اللى حيضر ولادكم".. فلما أبلغت المحررة المسئولة بأنها شاهدت واقعة "التغشيش" وأبلغت الشرطة الموجودة للحراسة، أكد الضابط ( المتواجد فى السيارة الواقفة أمام المدرسة) أنه شاهدها، ولكنه استدرك قائلا: "هذا ليس دورنا "!
واستمرت مسئولة الوزارة فى تحريض أهالى الطلاب على المحررة حتى كادوا أن يعتدوا عليها.. وما بين امتحان اللغة العربية والدين لمح زميل ريهام أحمد جودة بموقع "فيديو 7" التابع لـ "اليوم السابع" الطلاب يقفزون من فوق سور المدرسة، وعندما حاول تصويرهم هجم عليه الضابط صارخا: "مش كفاية اللى انتم عملتوه"، وصرخ فى أولياء الأمور: "هما دول اللى حيضيعوا عيالكم"، وقام بالاعتداء على المحررة هو وعدد من العساكر والأهالى، وعندما حاول "جودة" أن يفهمه بأنه يقوم بدوره، اعتدى الضابط والجنود وأولياء الأمور عليه صارخين "سيبونا فى حالنا"..
بعد ذلك اصطحب الضابط "جودة" إلى قسم العمرانية وحرر له محضر شغب واعتداء على الضابط، وخرج بكفالة 500 جنيه بعد أن استعان الضابط بشهادة أولياء الامور المدافعين عن الغش أما ريهام فقد تم احتجازها فى مدخل عمارة، ولولا حماية بعض الاشخاص من أهل الحى لفتكوا بها..
طوال هذا الأحداث كان الفتى يملى الإجابات إلى من يشاء عبر الموبايل، وبدلا من أن تمنع مسئولة الوزارة والأمن الغش وتحقق فى البلاغ، قاموا بشكل استعراضى بمعاقبة المبلغين، وكأنه درس لمن تسول له نفسه مواجهة أى انحراف على طريقة "اضرب المربوط يخاف السايب".
وبعودة يا ثورة رجعت ريما لعادتها القديمة.. بس رجعت أوسخ وفى تشكيل جديد لتحالف قوى الشعب الفاسدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة