إثيوبيا استدعت السفير المصرى فى أديس أبابا بعد الاجتماع الفضيحة الذى ضم مرسى وحكماء عصره وأحزابه، ينصره على من يعاديه هاى هىء، وهناك عصر المسؤولون بوزارة الخارجية الإثيوبية سفيرنا بالأسئلة المحرجة والعنيفة، هل ستعلنون الحرب علينا يا سيادة السفير؟ هل تجرؤون على أن توجهوا تهديدات عسكرية لنا على الهواء مباشرة؟ من هذا الذى تكلم عن شراء طائرات أمريكية لإخافتنا؟ هل تعتقدون أنكم تتعاملون مع أطفال يا سيادة السفير؟ ومن هذا الرجل ذو اللحية والشارب الخفيف الذى تكلم باضطراب عن دور المخابرات؟ وهل تعتقدون أنكم بهذا الأسلوب ستدفعوننا لتغيير رأينا وإيقاف بناء مشروعنا القومى يا سيادة السفير؟ ألم يكن لديكم يا سيادة السفير فى وقت من الأوقات مشروعكم القومى الذى حاربتم القوى الكبرى لتنفيذه؟
وواصل مسؤولو الخارجية الإثيوبية عصر سفيرنا بالأسئلة، فيما لم يجد سفيرنا المسكين إلا منديله يجفف به عرقه المتصبب بغزارة وأصابع يديه يفركها فى خجل وهو واقف فى نص هدومه لا يعرف كيف يرد على هذه الأسئلة الغاضبة والمتهكمة عن اجتماع لا يدرى السفير نفسه كيف يصفه أو يدافع عنه، وهو مازال فى حالة الصدمة والذهول مما شاهده على شاشة التليفزيون، وتوقع أزمة طاحنة تكون بدايتها استدعاءه ثم تعنيفه وطرده، وقطع تفكيره المسؤول الإثيوبى وهو يتكلم بحزم وبطء وغضب: نريد ردا واضحا سريعا على هذا الهراء يا سيادة السفير.
السفير وسط عرقه وخجله، لم يجد سوى أن يصمت طويلا أمام الانتقادات الإثيوبية، ثم أخذ يتكلم عن علاقات الصداقة والإخاء التى تربط البلدين وعن مشاريع التنمية المشتركة التى يمكن أن تعود بالنفع على البلدين وعن دور مصر فى أفريقيا ومساندتها لدول القارة فى التحرر من الاستعمار، وهنا قاطعه المسؤولون الإثيوبيون، لا تعطينا حصة فى التاريخ يا سيادة السفير، نحن نتكلم عن تهديدات غير مسؤولة وجهها سياسيون مصريون لدولة إثيوبيا فى اجتماع مع رئيس الدولة.
وصمت السفير المصرى وهو يلعن الزمن الذى وضعه وتاريخه فى العمل الدبلوماسى للعمل تحت قيادة هواة عشوائيين مرتبكين لا يعرفون شيئا عن إدارة الدولة ومصالحها وحماية أمنها القومى، وانصرف وهو يدعو الله أن تنزاح هذه الغمة أو أن يلهمه اتخاذ قرار بالمعاش المبكر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة