من الصعب توقع ما سيحدث اليوم، لكن من المهم أن يعبر المصريون بكثافة وسلمية ولعدد كاف من الأيام، عن وجهة نظرهم ورؤيتهم للمستقبل إما مع استمرار حكم مرسى وجماعته أو مع صيغة جديدة تسمح بمشاركة كل القوى السياسية والدفاع عن هوية مصر الإسلامية الوسطية المعتدلة التى تقوم على التنوع والتعددية والتسامح.
السيناريو الأول والمرجح عندى أن ملايين المصريين سيخرجون اليوم، وستبدأ الأحداث سلمية لكنها ستتحول فى مساء 30 يونيو - وربما قبل ذلك - إلى أعمال عنف لأسباب كثيرة أهمها حدة الانقسام والاستقطاب فى المجتمع وانتشار مظاهر وأدوات العنف فى الشارع وغياب القيادة والتوجيه عن أغلب ميادين وشوارع مصر، ووقوع عديد من المصادمات الدموية قبل 30 يونيو، ما يغذى نزعات الثأر والانتقام بين كل الأطراف، فضلا عن أن القوى الإسلاموية تراهن على العنف لتخويف المصريين من المشاركة فى التمرد.. كما أن التهور والطفولة اليسارية عند بعض الثوار تدفعهم إلى العنف تحت وهم السيطرة على مفاصل الدولة ودفع الجيش إلى التدخل.. وأعتقد أن هذا السيناريو يقود لعودة الجيش وهى عودة قلقة ومعقدة، لأنها تعنى تكرار دور الجيش بعد 25 يناير، ولا تعنى تسليم السلطة للثوار أو لمجلس رئاسى مدنى، بل قد تؤدى إلى استمرار الإخوان بدعم أمريكى، أو قد تقود لحكم إخوانى عسكرى مدعوم من واشنطن على غرار النموذج الباكستانى.
السيناريو الثانى أن يخرج عدة ملايين فى الشوارع والميادين بشكل سلمى، مع القدرة على الحفاظ على مستوى محدود من العنف أو السيطرة عليه، ولأكثر من أسبوع، مما يضمن النجاح فى الضغط على الرئيس لتقديم استقالته، وتولى رئيس المحكمة الدستورية مهام الرئيس والاتفاق على رئيس وزراء قوى ومستقل لفترة انتقالية قصيرة لا تزيد على ستة أشهر لتعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية فى توقيت متزامن، وهذا السيناريو لا يعنى استبعاد الإخوان والقوى الإسلاموية أو استئصالهم وإنما القبول بمشاركتهم فى النظام السياسى على أسس جديدة لا تستعمل سلاح التكفير أو التخوين ضد أى طرف. كما يحافظ هذا السيناريو على حياد الجيش وابتعاده عن العمل السياسى المباشر.
أما السيناريو الثالث فهو أن تخرج أعداد صغيرة لا تزيد على ثلاثة ملايين، مما يشجع الإخوان وحلفاءهم على تنظيم حشود مضادة، مما يسرع فى اتجاه حدوث أعمال عنف أيضًا تقود إلى نتائج مشابهة للسيناريو الأول.. أما إذا حافظ المتظاهرون على السلمية واستمروا فى الشوارع لأكثر من أسبوع، فإن ذلك يفتح الطريق لمفاوضات بين الإخوان وممثلين للثوار لاتفاق على إصلاحات سياسية من المؤكد أن واشنطن ستشجعها وتعمل على ضمان نجاحها.
يتبقى السيناريو الرابع وهو أن يخرج ثلاثة أو أربعة ملايين متظاهر اليوم، ثم تتراجع الأعداد مع اليوم الثانى والثالث.. ويقل أعداد المعتصمين لأسباب كثيرة منها تعب المصريين من كثرة المليونيات وعدم الشعور بالجدوى والقدرة على التأثير فى الرئاسة والجماعة والتى تعلمت خلال العام الماضى كيفية تجاهل المليونيات والمطالب الجماهيرية والعيش فى عوالم افتراضية لا ترى فيها إلا إنجازات وهمية للرئيس ودعما هائلا من واشنطن، لا يمكن استبعاد هذا السيناريو الذى لا يعنى انتصار الجماعة أو هزيمة تمرد، وإنما سيعنى استمرار الأزمة، وإن خسرت تمرد موقعة ولكنها لن تخسر المعركة.
أخيرا هناك سيناريو خامس قد يكون مزيجا من السيناريوهات الأربعة السابقة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خايف الله
حشم ابليس في الجنة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد المقصود
مقال عميق