منذ فترة كتبت فى نفس المكان سطورا تسعى للمقارنة بين طريقة أداء الدكتور محمد مرسى ومونولجست أواخر التسعينيات الشهير «عادل الفار»، وقتها تلقيت عددا من ردود الفعل الغاضبة والشاتمة والطاعنة فى دينى وأخلاقى وقواى العقلية، وتلك عادة أنصار الرئيس من الإخوان وغيرهم - وربنا لا يقطع لهم عادة لأن كل شتيمة إخوانية أو طعن سلفى فى أخلاقنا أو ديننا يؤكد لنا أننا فى المسار الصحيح بتعرية وفضح هؤلاء الذين يدعون الحديث باسم الإسلام - المهم مرت الأيام و«نط» الرئيس فوق مسرح قاعة المؤتمرات ليؤدى أروع فقراته ونمره الكوميدية خلال الشهور الأخيرة ليحسم المعركة ويثبت أنه الأجدر والأفضل من «عادل الفار» مونولجست أواخر التسيعنيات الشهير وصاحب أكبر أغنية معبرة عن واقع مؤسسة الرئاسة وتحمل اسم «أنا بشتغل نفسى كتيير..».
- محمد مرسى دخل إلى قاعة المؤتمرات بصحبة هشام قنديل وهما يتبادلان الضحكات، فى تأكيد صريح وواضح على أن مرسى ورئيس حكومته يعانيان من خلل إنسانى قبل الخلل السياسى، لأنه لا يصح أبدا أن يظهر رئيس الجمهورية برفقة رئيس حكومته وهما يضحكان بينما دماء المصريين تسيل فى المنصورة بسبب فشلهما فى إدارة شؤون البلاد.
- مثله مثل أبوالعربى «البورسعيدى» سيطرت الجلالة على الرئيس وساهمت «النفخة» التى أصابت جسده بسبب القميص الواقى من الرصاص فى دفعه لقول أشياء لا يمكن هو شخصيا أن يصدقها بعد أن ينتهى الخطاب على رأسها طبعا أن الدكتور مرسى قال لكمال الشاذلى: أنتم عصابة وبتسرقوا مصر.. وأنجاس تريدون احتكار السياسة والمال، ولأن الجبناء وحدهم فقط هم من يدعون قصص البطولة المزيفة على جثث الأموات.. فكان طبيعيا أن نسمع قصة مثل هذه طالما كمال الشاذلى فى قبره ولن ينطق أبدا.
- روح أبوالعربى «البورسعيدى» سيطرت على الرئيس كثيرا حينما وقف ليصرخ هو زكريا عزمى وصفوت الشريف وفتحى سرور ثوار.. من إمتى بقوا ثوار ؟!، وطبعا الدكتور مرسى له كل الحق فى طرح هذا الهذيان، ولكن نحن أيضا نملك حق تذكيره بأن زكريا عزمى والشريف وسرور ليسوا ثورا ولكنهم رموز وطنية محترمة طبقا لتأكيد مواطن مصرى اسمه محمد مرسى العياط فى حوار لجريدة المصرى سنة 2010 لم يجرؤ على تكذيبه أو نفيه حتى الآن.
- الرئيس مرسى هو قدوتى ومثلى الأعلى وهو المنصور من الله بإذن الله كما تقول السيدة عزة الجرف ومثلما فعل هو واعتمد المبدأ الحريمى فى «التلقيح» على البشر والخصوم، سأبدا من الغد تخصيص سطر للتلقيح على الرئيس وجماعته، ومثلما فعل هو بأدبه ورقيه القرآنى والإسلامى وأخلاقه الإخوانية العالية ووصف خصومه بألفاظ وعبارات مثل «مش عارف إيه بينط على إيه، وأصابع خفية بتلعب مش عارف فين، وغرض رخيص، ونجاسة»، سأكون أشد حرصا فى الفترة القادمة على استخدام نفس الألفاظ طالما تم اعتمادها رئاسيا ولم نسمع صوتا إخوانيا يحدثنا عن رقى الخطاب والانتقاد كما يصدعون رؤوسنا كل يوم.
- نجح محمد مرسى وبشكل منقطع النظير فى فضح جماعة الإخوان المسلمين وتعرية أكاذيب مكتب الإرشاد وإثبات فساد أخلاقهم وكشف مخططهم سيئ السمعة لاتهام الناس بالباطل، ففى الوقت الذى يروج قيادات الإخوان لأن قيادات جبهة الإنقاذ ورجال الأعمال مثل فريد خميس ونجيب ساويرس وياسين منصور هم سبب الفوضى وأصحاب محاولات تعجيز الرئيس عن أداء مهامه، تجاهل الرئيس مرسى كل هذه الأسماء ولم يذكرها بسوء، ليفضح دون أن يدرى أكاذيب مكتب الإرشاد.
- انتهى الخطاب وكان الدكتور مرسى أجبن من أن يأتى على ذكر جبهة الإنقاذ وحمدين والبرادعى والتيار الشعبى.. والفيديوهات والمؤامرات ورجال الأعمال الوحشين.. وبناء عليه إذا ظهر أى سلفى أو إخوانى ليقول جبهة الخراب أو يتهم حمدين والبرادعى بإشاعة الفوضى سنقول له أنت كاذب ومزور ومدلس وتتهم الناس بالباطل لأن الرئيس مرسى قال إن مشكلة مصر كلها فى مكرم محمد أحمد وجركن البنزين.
- الخطاب التاريخى كشف لنا الحجم الحقيقى لنظام الإخوان وللرئيس محمد مرسى الذى اعترف بلسانه أن السيد مكرم محمد أحمد صاحب الثمانين عاما ومحمد الأمين صاحب محطة فضائية وأحمد بهجت صاحب محطة فضائية هم سبب هزيمته خلال السنة الماضية، ولك أن تتخيل عزيزى المواطن العاقل كيف سيكون حجم رئيس يخاف ويرتعد ولا يقوى على تنفيذ خططه بسبب مواطن مصرى عمره 80 عاما يكتب 300 كلمة فى صفحة داخلية بصحيفة الأهرام..
- طبعا أنت لا تحتاج إلى أن أذكرك إلى فقرة التدليك النفاقى وشو المديح السلطانى ونمرة «المحلسة» الرئاسية التى عرضت على مسرح قاعة المؤتمرات للفريق السيسى وضباط الجيش والشرطة.. وطبعا لست فى حاجة إلى أن أذكرك أن الرئيس الذى وصف منذ شهور الدستور الجديد بأنه أعظم دستور فى تاريخ البشرية واتهم هو وإخوانه أن الرافضين له لا يفقهون قولا، هو نفسه الذى تفاخر فى خطابه بأنه قرر تشكيل لجنة تعديلات دستورية لتعديل وتطهير دستور لم يتخط عمره عاما واحدا..أرأيت كذبا ونفاقا وتزويرا وغياب رؤية أكثر من هذا ؟..حسبى الله ونعم الوكيل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة