ليس القاتل هو من يضغط على الزناد فقط، ولكن الذى حرّض وخطط ودبر ووقف يحرك القتلة من وراء الستار، ومصر مقبلة على أكبر كارثة فى تاريخها إذا لم تتوقف نذر الحرب الدينية، التى بدأت شرارتها الأولى بقتل الشيعة وسحلهم وحرقهم والتمثيل بجثثهم، وكأن القتلة ليسوا بشراً وانتزع الله من قلوبهم الرحمة، فأصبحوا أقرب لوحوش الغابة التى تطارد فريستها حتى تمزقها إرباً، أما الأبشع من ذلك فهو نساء وأطفال وأهالى أبوالنمرس، الذين كانوا يرقصون ويهللون ويكبرون ويهتفون «الله أكبر» وكأنهم حرروا القدس الشريف، ومكمن الخطورة أن هذه العقول المغيبة لا تدرك أنها ترتكب جريمة شنعاء عقوبتها الإعدام، بل يُخيل لهم أنهم يجاهدون فى سبيل الله ويعملون على نصرة الإسلام، بقتل أبناء قريتهم والتمثيل بجثثهم.
زمان كانوا يصفون المصريين بأنهم يكرهون الدماء، والآن أصبح بعض أبناء الوطن أكثر وحشية من مصاصى الدماء، وارتدى القتلة عباءة دينية يذبحون باسم الله وينسبون جرائمهم إلى الإسلام، وأعادوا إلى الأذهان الشرارة الأولى لحروب السنة والشيعة، حين شج السفاح «بن ملجم» بسيفه رأس الإمام على بن أبى طالب وهو يسجد لله فى صلاة الفجر، ويصرخ «المُلك لله وليس لك يا على» معلنا تلويث الدعوة الطاهرة بأطماع السياسة والملك، ومازالت دماء المسلمين تسيل بسيوف المسلمين منذ تلك اللحظة، واختلط الدين الحنيف بتعاليمه السمحة بالسياسة الملعونة بدسائسها ومؤمراتها وفتنها وأطماعها، واشتعلت نيران الحروب الدينية فى كثير من الدول الإسلامية، إلا مصر التى احتمت بسماحة شعبها ورجاحة حضارتها وعمق ثقافتها، التى تذيب كل التناقضات والاختلافات وتطوعها فى الهوية المصرية.
الآن.. مصر لم تعد مصر، والمصريون ليسوا المصريين، وانظروا للعراق ذلك النموذج الذى يتمنون أن تصبح مصر مثله، حيث تحدث كل يوم مجازر على غرار ما حدث فى سلخانة أبوالنمرس، ويتفنن الشيعة فى اختراع أشكال قتل غير مسبوقة فى التاريخ ويرد عليهم السنة بصور أكثر عنفا ووحشية، القاتل ليس فقط من يدوس على الزناد، ولكنه يغيّب العقول ويحشوها بفتاوى ومعتقدات أكثر خطورة من الديناميت والكلاشينكوف، ودققوا معى فى تمثيلية الشيخ السعودى العريفى الذى جاء إلى مصر محفزاً شبابها على الجهاد فى سوريا، مستخدما خطابا دينيا عاطفيا يحض على الصراع والفتنة والموت والقتل، ثم غادرنا إلى لندن لقضاء الصيف لأنه لا يطيق حر السعودية ولا مكيفاتها، وانتقلت شرارة التحريض إلى الصالة المغطاة باستاد القاهرة فى مليونية «دعم سوريا»، حيث استحضر المشايخ أشباح الحروب والصراعات والجهاد الذى يستعدى المصرى المسلم على قتل السورى المسلم.
واستجابت بعض العقول المغيبة لدعوة العريفى ومشايخ الفتنة المصريين للجهاد فى سوريا، بالذهاب إلى بيت حسن شحاتة فى أبوالنمرس، وخُيل لهم أنه قرين بشار الأسد الذى يقتل السوريين ويُمثل بجثثهم، فانقضوا عليهم كوحوش الغابة الجائعة المفترسة، والشوم تهوى على رؤوس المقتولين كالمطر، لا تأخذهم بهم شفقة ولا رحمة وسط صيحات التهليل والتكبير، وفلاشات الكاميرات والموبايلات التى تسجل تلك اللحظات التاريخية، وذلك النصر المبين.. لا أيها السادة، ليست هذه مصر، ولا هؤلاء هم المصريون.
عدد الردود 0
بواسطة:
مجهول
المصريون
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العزيز
تحدثنا عن الشيعة الأربعة فأين السبعة السنة الذين حوصروا و قتلوا في المساجد خلال 48 ساعة.!!
أم أنك قد أصابك الحول.
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
الشيعة يعتدون علينا جهارا بسب الصحابة والسيدة عائشة
عدد الردود 0
بواسطة:
الدكش
مش معاك يا استاذ كلامك كله غلط
هذا لا يليق