د.عمرو هاشم ربيع

خطاب مرسى و"مليونية" رابعة العدوية واعتذار لتمرد

الأحد، 23 يونيو 2013 08:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبرق الرئيس محمد مرسى يوم السبت الماضى للتعقيب على "مليونية" رابعة العدوية، مشيدًا بها، ومؤكدًا ضرورة عدم تجاهل تلك الأعداد الغفيرة.

وواقع الأمر أن الناظر إلى تلك المليونية يستوقفه العديد من الأمور: -
أولا: أنها تشى بحالة غريبة بسبب قيام مؤيدى السلطة بالتظاهر لها، والأصح فى النظم الديمقراطية هو تظاهر المعارضة. آما وإن تظاهر جماعة لصالح الحكم، فإنها تعيد بنا الذاكرة للنظم الشمولية، عندما كان يقوم ممالئ الحكام بالتظاهر فى أوروبا الشرقية وليبيا القذافى. كما أن تلك المظاهرات تسىء للرئيس مرسى أكثر مما تفيده، لأنها تثبت أنه رئيس لفصيل واحد فقط، وليس رئيسًا لكل المصريين.

ثانيًا: أن المظاهرة التى حملت عنوان "لا للعنف"، كانت غالبية الأصوات التى تحدثت فيها تدعو للعنف. فقد سب المتحدثين الغير بألفاظ نابية، وهددوهم، وتوعدوهم، ما يجعل الهدف هو استعراض القوة والعضلات قبل 30 يونيو...كل ذلك جعل "المليونية" من حيث المبدأ ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.

ثالثًا: أن كلمات المتظاهرين استدعت الشعارات الدينية الواردة فى القرآن والسنة، مما أزكى روح العنف، لأن تلك الشعارات اجتزأت وقطعت من سياقها، إذا وصف بها الخصوم الحاليين، فى حين استخدمها المولى ورسوله الأكرم فى وصف قوم نوح وهود وصالح وإبراهيم وفرعون.

رابعًا: أن المظاهرة سعت لدق أسفين بين المعارضة وباقى فئات الشعب، عندما وضعت الشريعة الإسلامية بينهم كمصدر خلاف، فأرادت رمى عصفورين بحجر واحد. العصفور الأول هو توحيد المجتمعين من الإخوان والمتأخونين والجهاديين وبعض السلفيين وغيرهم، رغم خلافاتهم الكبيرة. العصفور الثانى، السعى لكراهية المواطنين للمعارضة باعتبارها كافرة وملحدة، وهذا غير صحيح بالمطلق.

خامسًا: إن التظاهرة التى أخذت المعارضة "الإنقاذية" عدو لها، لم تقلص أعداءها فى هذا الاتجاه، بل وسعت لتوسيع دائرة الخصوم دون أى داع، وذلك بتوجيه الاتهام والسباب للجيش والشرطة والأزهر والمحكمة الدستورية والكنيسة الأرثوزكسية.

سادسًا: إن الكلمات التى قيلت جانب غالبيتها الصواب. فهذا رجل يقدم نفسه على أنه تلميذ الشيخ عمر عبد الرحمن، واتحدى أن يكون رآه لصغر سنه، ربما قرأ له فقط. وهذا رجل ثان لوث تاريخه الثورى فى الميدان بدعوته لرش الناس بالدم، والتطاول على شيخ الأزهر، وقيامه بالفتوى وهو جاهل بعلمها باعتباره خريج آداب قسم مساحة. وثالث صاحب المراجعات والتوبات، الذى يتوعد الخصوم بالسحق والضربة القاضية. ورابع متأخون وعميد الحقوق السابق يسب المعارضة ويطرح الوساطة فى مبادرة من قبل حزبه ذى الأصول الإخوانية. وخامس يفتح النار على الجيش ويصفه بجيش النكسة، رغم أنه بيده الحسم فى بقاء جماعته، ثم يفتح النار على المعارضة لأنها منعت الإخوان من "شحاته" القرض الدولى.. إلخ .
اعتذار واجب لتمرد
يدين الكاتب لحركة التمرد باعتذار واجب بسبب التطاول عليها منذ أكثر من شهر فى هذا الموقع، باتهامها بالفشل المسبق. ويؤكد أنها نجحت فى أداء مهامها، وأنها لن تستطيع كما كان يريد الكاتب أن تقوم بما قامت به جماعة الإخوان منذ سنوات، من النزول للشارع وتقديم الخدمات للمواطنين . فهذا الأمر لا يقدر الشباب عليه، كما أن المرحلة الحالية التى تسقط فيها مصر ويعيدها البعض لعشرات السنوات الضوئية للوراء، يتوجب أن يقوم الغير بفعل للخلاص بمصر لمستقبل أفضل، بعيدًا عن العنف والتخلف والرجعية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة