محمود صلاح

خان.. يخون.. اخوان!

الجمعة، 21 يونيو 2013 11:35 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إلى السجن سنة 1971، كنا مجموعة من طلاب جامعة القاهرة، اقتادنا رجال الأمن قبل الفجر بعد أن حاصر الأمن المركزى الجامعة، وحشرونا فى سيارات الترحيلات، والقاهرة لم تزل نائمة بعد، ورغم «الخضة»، فإن حماس الشباب كان متوقدا كالنار، كنا قد ملأنا الجامعة بعشرات من مجلات الحائط التى تندد بالرئيس السادات الذى كان يبرر عدم الحرب على إسرائيل بما أسماه «عام الضباب». فيما بعد روت لى أمى أنها كانت قد استيقظت فى ذلك الوقت المبكر من الصباح لتجمع الغسيل من على الحبل، عندما سمعت صوت قافلة سيارات تنطلق فى الشارع الكبير، وأصوات شباب داخل هذه السيارت يغنون «يا سواق يا شاطر.. ودينا القناطر»!
فيما بعد قالت لى أمى: افتكرتهم طلبة رايحين رحلة.. والله يا ضنايا ما كنت أعرف إنهم مقبوض عليهم، وإن ابنى معاهم.. ولا كنت أتخيل أن القناطر هى سجن طرة!
تلك كانت ثورة الطلبة فى أوائل السبعينيات، وقد اتهمونا بكل ما لم يكن فينا، قالوا «شوية شيوعيين»، وكان أكبر دليل على التهمة أن زعيم الحركة الطلابية، جارى وصديقى أحمد عبدالله رزة، كان يلتحف دائما بكوفية حمراء اللون!
فى السجن سمعت الرئيس السادات يقول فى الراديو إننا قلة ضئيلة منحرفة، ولم نكن قلة، ولم نكن منحرفين، اغتظت بشدة، لكن بعد أن انتهى الخطاب، قال لى أحمد عبدالله رزة، وفى عينيه نظرة غريبة: الرجل ده عارف حاجة ماحدش يعرفها.. وهو نفسه مش مصدق اللى بيقوله علينا!
فى ظلام الزنزانة همس لى أحمد عبدالله رزة:
- أنا مش خايف على مصر من السادات.. الرجل ده مش خاين، أنا خايف من بعض أفكاره غير المدروسة، مش واخد بالك إنه بيشجع الجماعات الإسلامية فى الجامعات، وأنه أعطى الضوء الأخضر للإخوان المسلمين، وطلعهم من الجحور.
- وفيها إيه يا أحمد؟
- فيها كتير يا ابنى.. الناس دول مايعرفوش حاجة اسمها مصر، الوطن عندهم مش أولوية، أهم شىء عندهم الجماعة، أهم هدف ليهم الحكم، الناس عندهم أدوات، وبيحلموا بحكم العالم.
- طيب ومصر؟
- مصر أنت وأنا واللى زينا هم اللى يعترفوا بيها، لأنهم يعرفوها ومالهمش غيرها.
معقول يا أحمد؟
- بكره تعرف إنت.. والسادات!
ومرت السنوات.. ومات أحمد عبدالله رزة، ومات السادات.. خانه وقتله من خرجوا من معطف الإخوان فى السجون، وهم أنفسهم الذين أفرج عنهم وكرمهم الإخوان الآن، وسوف يستخدمونهم ضد شعب مصر فى الأيام القليلة المقبلة.
من خان، ومن يخون يا إخوان؟!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة