قضايا المجتمع المصرى كثيرة وتحتاج إلى تضافر الجهود لإيجاد الحلول الناجزة لها، وما زال إعلامنا يسلط الضوء على المشكلات دون الغوص فى أسبابها والبحث عن القيادات الطبيعية التى لن ينهض المجتمع إلا بالاستعانة بها.
ولقد تابعت لقاءً فى جنوب مصر وعلى وجه الخصوص بمحافظة قنا عن الرائدات الريفيات ودورها فى دفع المرأة للمشاركة فى المجال السياسى، وأظهر اللقاء مدى وعى الرائدات، كقيادات طبيعية فى المجتمع، بدورهن، ولكن هذا الدور يحتاج إلى الدعم المؤسسى الذى يتبلور فى شكل زيادة الدعم المادى وتزليل العقبات التى تعترض الرائدة منها عمل بطاقة تحقيق شخصية لها تظهر المهمة التى تقوم بها، مما يعطى لها الثقة عندما تتعامل فى المجتمعات شديدة التعقيد والتى تعتمد على العلاقات الشخصية حتى يمكن السماح لها بإجراء حوارات موسعة حول مشكلات المرأة ودعوتها لحضور الندوات الدافعة فى اتجاه التغيير الإيجابى، لخلق أجيال أكثر وعيًا ونضجًا.
لقد أصبحت وسائل الإعلام أكثر انتشارًا، ولكن الإعلام ما زال يستعين بالنخب السياسية دون الاستعانة بقيادات المجتمع المحلى لمناقشة القضايا التى مازالت عالقة، فحتى هذه اللحظة ما زالت هناك مجتمعات فى صعيد مصر لاتخرج المرأة فيها إلا للضرورة القصوى، دون النظر إليها كعنصر فاعل فى المجتمع.
وعلى الإعلام أن يبحث عن العناصر المؤثرة فى المجتمع وعلى رأسها الرائدة الريفية سواء كانت صحية أو سكانية أو زراعية، تلك القيادة التى أهملها الإعلام على الرغم من تأثيرها المباشر واتصالها بالمرأة الريفية فى الكفور والنجوع، ولها دور فعال فى تغيير الأفكار، خاصة فى المجتمعات المنغلقة على نفسها.
والسؤال هنا لماذا لا يستعين الإعلام المرئى، الأكثر انتشارًا، بالرائدة الريفية للتعرف منها على المشكلات التى تعترضها ومحاولة ايجاد حلول لها باعتبارها حلقة الوصل بين المرأة الريفية والمؤسسات المنوط بها تقديم خدمات لها.
فدور الإعلام هام وضرورى لإبراز دور القيادات الطبيعية شديدة التأثير فى سلوك وأفكار المرأة الريفية، بعيدًا عن "الشو" الإعلامى فهذا هو الدور الرئيسى للإعلام الذى يتمحور فى إظهار المشكلات التى يعانى منها المجتمع وإيجاد حلول لها عن طريق الاستعانة بمن هم فى بؤرة الأحداث، حتى يكون الإعلام بناءً ومفيدًا للمجتمع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة