لماذ انقلب الشارع السياسى على حكم الإخوان بالرغم من أنه لم يمر عام على حكم مرشحهم الرئيس محمد مرسى؟ وهل تنجح مظاهرات 30 يونيو فى الإطاحة بمرسى، كما حدث لسلفه مبارك الذى لم يحتج سوى 18 يوما فقط لإجباره على التنحى، وسط فرحة كل الشعب المصرى الذى عاد وترحم على أيامه، بعد أن عاش أسوأ أيامه فى عهد حكم الإخوان، الذين مازالوا يؤكدون على أن وراء كل المعارضة لحكم الإخوان، مايطلق عليه فلول والتمويل الأجنبى؟، والحقيقة أن هذه النغمة الإخوانية لاتختلف كثيرا عن نغمة حكم مبارك الذى ظل حتى بعد سقوطه، يؤكد أن التمويل الأجنبى والإخوان، وراء الإطاحة به، وهو مايتكرر اليوم من الإخوان ضد كل القوى السياسية التى أعلنت أنها ستشارك فى مظاهرات 30 يونيو، وعلى رأس هذه القوى حركة تمرد التى أعطت لهذه المظاهرات معنى حقيقيا للتمرد على الرئيس والإخوان، بعد نجاحها فى جمع أعداد كبيرة جدا من استمارات خلع مرسى. إذن انقلاب الشارع على مرسى والإخوان لم يكن صدفة أو وليد مؤامرة، فأغلب من خرج الآن ليطالب بإسقاط مرسى، هم أول من خرج فى مليونية تأييد له بعد نجاحه أمام الفريق شفيق فى الانتخابات الرئاسية، وهذه هى المفارقة التى يجب على الإخوان البحث عن أسباب الانقلاب على مرسى، وماهى الأخطاء التى وقع هو فيها بصفته رئيسا للجمهورية؟ وماهى الخطايا التى أوقعته فيها جماعة الإخوان وحزبها الحرية والعدالة وجعلت الشارع المصرى يغلى كل هذا الغليان الذى يجعلنا جميعا نتعجب.. لماذا لم تدرس الجماعة السبب وراء هذا الانقلاب.
ولتسهيل الإجابة على الإخوان، فإننى أقدم لهم بعض أخطاء مرسى، أما خطاياهم هم، فإننى أتركها لمن يملك من حكمة إدارة الأزمات فى الجماعة، إذا كانت هذه الجماعة مازالت تملك حكماء حتى الآن. من أبرز أخطاء مرسى وقراراته.. تأميم القضاء، وهو ماظهر بقرار فصل النائب العام الأسبق، وضياع الأمن والأمان، وتحول مشروع مرسى للنهضة إلى وهم كبير، أصبحت مصر- فى عهد الإخوان - فى مؤخرة الدول الفقيرة، حسب تقرير التنافسية العالمية، «أصبحت فى المركز 107 بدلا من المركز 94 فى عهد المجلس العسكرى»، فقد زاد معدل الفقر، ومعدل البطالة، ومعدل البلطجة، وتوقفت عجلة الإنتاج، وكذلك خطة الإخوان لبيع مصر وتأجير قناة السويس.. هذه أبرز أخطاء مرسى التى يتم تناقلها الآن وبقوة على صفحات التواصل الاجتماعى، ويؤكدها حال الشارع المصرى الآن الذى أعلن التمرد على الرئيس والإخوان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة