منذ وصول د.مرسى لسدة الحكم ونحن نرى بوضوح أن التيار الناصرى يشن هجوما شرسا عليه وذلك لاستحضارهم الجرائم التى ارتكبها عبدالناصر فى حق الإخوان وقتله لشرفاء الوطن وزهرة علمائه أمثال العالم الملهم سيد قطب وزهرة القضاء المستشار عبدالقادر عودة، وغيرهم من المناضلين، وتخوفهم من أن ينتقم الإخوان من التيار الناصرى خاصة بعد أن سمعوا فى الخطاب الأول للرئيس عبارة «الستينيات وما أدراك ما الستينيات»، لذلك ناصبوا النظام العداء وسعوا لإفشاله وذلك من خلال وسائل الإعلام التى يسيطرون عليها، وهؤلاء لا يعلمون شيئا عن طبيعة الإخوان، فهم قوم لا يعرفون إلا لغة التسامح، وإذا تولوا أمرا نظروا للجميع على أنهم مسؤولون منهم أمام الله.
ولكن ما أختلف عليه مع إخواننا الناصريين محاولاتهم المستمرة للمقارنة بين الزعيمين مرسى وعبدالناصر وإظهار عبدالناصر على أنه أوحد عصره ولن يأتى مثله، وهنا لابد أن أذكرهم بأننا سنجد فرقا كبيرا بين الرئيسين وأرى أن التاريخ سينصف د.مرسى، وسأقارن سريعا بين الاثنين، ففى ملف الحريات نجد أن مرسى أطلق الحريات للجميع، ولم يصادر وسيلة إعلامية، بل تنازل عن حقوقه فى محاكمة من تطاولوا عليه، وتصوروا أن عبدالناصر فى مكان مرسى، بالطبع كنا سنرى منتقديه معلقين على أعواد المشانق!، بل وجدنا د.مرسى يشجع الجميع على تأسيس الأحزاب فى حين وجدنا عبدالناصر يحرم الجميع من هذا الحق.
وبالنسبة لملف القضاء كلنا نعلم كيف تعامل مرسى مع القضاء وانحيازه لقضاة مصر الشرفاء، ولعل مؤتمر العدالة الذى عقد بالرئاسة خير دليل على ذلك، وكلنا أيضاً نعلم المذبحة التى ارتكبها عبدالناصر فى حق القضاء المصرى فى 31 أغسطس 1969، وتم خلالها عزل رئيس محكمة النقض، وأكثر من نصف مستشاريها وناهز عدد القضاة المعزولين حوالى مائتى قاضٍ من القضاة المتمتعين بحصانة عدم القابلية للعزل، ولعل خير شهادة فى هذا الأمر ما شهد به زعيم القضاة المستشار يحيى الرفاعى الذى وصف ما فعله ناصر مع القضاة بالجريمة التى لم يسبقه فيها أحد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة