قبل ثورة 25 يناير بشهور قليلة كتبت مقالا فى أخبار الحوادث وضعت له غلافا، صورة الرئيس السابق حسنى مبارك وتحتها عنوان يقول، مؤامرة ضد حسنى مبارك، وعناوين أخرى تقول «أطراف المؤامرة أقرب الناس وأهل الثقة ورموز الحزب الوطنى. وكبار رجال الأعمال».
وقبل الثورة بيومين وبالتحديد يوم 23 يناير حضرت احتفال عيد الشرطة الذى حضره حسنى مبارك وحبيب العادلى وكبار المسؤولين ومن مكانى رأيت مبارك على غير صورته التقليدية.
بدأ الرجل عجوزا حزينا وكأنه يعيش فى عالم آخر. مؤكد أنه كان يعلم أن شيئا كبيرا سوف يحدث فى مصر. لكن المؤكد أيضا أنها سوف تكون ثورة ستقلب مصر وتطيح به وبنظامه!
فى نهاية الاحتفال وقف الصحفيون يصافحون مبارك قبل انصرافه وبدأ مبارك يصافحهم واحدا بعد الآخر وعندما وقف أمامى حدق فى وجهى وابتسم ابتسامة كلها شجن وهمس لى بصوت خفيض: مش حاتقول لى أسماؤهم؟!
لكن الأسماء المعنية لم تكن سرا وكل المصريين كانوا يعرفونها.!
تذكرت المشهد الذى كان آخر مرة أرى فيها حسنى مبارك. وأنا أقول لنفسى ما أقرب اليوم للأمس. اليوم أيضا توجد مؤامرة ضد الرئيس محمد مرسى. وبغض النظر عن المقارنة بين مبارك ومرسى وهى مقارنة سوف يحكم عليها التاريخ، إلا أن مرسى قد يلقى نفس نهاية مبارك. مرسى أيضا مهدد بثورة قد تطيح به فى أى لحظة!
انتهى الأمر بمبارك أن أصبح مجرد خيال مآتة وأصبح الذى يحكم مصر آخرين. أقرب الناس.. السيدة الأولى وابنها الأصغر. الدائرة المحيطة بمبارك رموز الحزب الوطنى الكبار وبعض الفاسدين من رجال الأعمال!
أليست هى نفس المؤامرة دبرت لمحمد مرسى؟ ألم يحل مرشد الإخوان وعصام العريان والبلتاجى وغيرهم محل زكريا عزمى وأحمد عز وغيرهم؟!
ألم تحدث هوة واسعة بين المصريين وواقعهم وبين حسنى مبارك ؟! ألم يكن مبارك فى واد والناس فى واد آخر؟ ألم يظل المواطن المصرى تسود الدنيا فى وجهه يوما بعد الآخر؟! أليس كل هذا هو ما يحدث فى عهد محمد مرسى؟!
اعتقادى أن الرئيس مبارك فهم الدرس بعد أن سبق السيف العزل.. وإيمانى أن الرئيس مرسى سيفعل نفس الشىء. لماذا يا رب تبتلينا بهذه النوعية من الحكام الذين يفهمون كما تمشى السلحفاة ؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة