محمد منير

بعيداً عن الأحاديث المفروضة أتحدث.. فلا تكفرونى

الجمعة، 24 مايو 2013 07:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعيداً عن ما نراه واقعنا وهو ليس ذلك.. بعيداً عن الثورة والحكم والحاكم والمعارضة والظالم والمظلوم، بعيداً عن الحق والعدل، بعيداً عن الإيمان والكفر.. بعيداً عن كل هذا يجب أن نحلق بحثاً عن حرية لم نعرفها بعد.

القواعد والنظام والمنهج والقيم المتفق عليها دون إرادة المتفقين، كل هذا وغيره أول قيد على الحرية التى يجب أن نبحث عنها.

الكراهية والحب بالمعايير الثابتة والمعروفة والمفروضة على البشر قيد أيضا على الحرية التى يجب أن يعيشها الإنسان .

حتى الله صاحب الفضل فى الوجود، اختلفت صوره وتعاليمه للبشر باختلاف المصالح الخاضعة للمعايير المفروضة، الدين الواحد والكتاب الواحد حمال أوجه فى التفسير ولا عجب، فالبشر ليسوا أصحاب معيار واحد ولا قيمة واحدة بل هم ليسوا أصحاب قرار فى إختيار معايير حريتهم، فالأطراف كلها متفقة على العمل تحت مظلة معايير وقواعد لم يشاركوا فى صنعها، حتى الكلام عن الإنسان الصانع يعتبره البعض كفر.

أنت عبد لحبك فأنت كائن بلا وجدان.. أنت عبد لعملك فأنت آلة بلا كرامة.. أنت عبد لواجباتك والتزماتك فأنت خرقه بالية بلا قيمة لدى من تلتزم تجاههم ومن أجلهم.

الحرية أن تفعل ما يريضيك قبل ما يرضيه، ولا يتصور أحد أننى أقصد الأنانية فالحرية لاتتحقق إلا بإرضاء الذات، والذات السوية لا ترضى على حساب شقاء الآخرين، ولكن أيضاً لا تكون ولا تحيا تحت أقدامهم.

وبلحظة تفكير إنسانية مجردة دون شبهات كفر أو إلحاد نكتشف أن الإنسان حر فى ترك عمله، حر فى ترك سكنه، حر فى ترك زوجه، حر فى ترك أبنائه، حر فى ترك وطنه، ولكن فى النهاية تتفق كل الأديان بكل اختلافاتها على تكفيره لو قرر بحرية ترك دنياه ليبقى عبداً لكل ما تصور أنه حر فى تركه.. أى عدل هذا اتفقت عليه الأديان التى ينحر أصحابها بعضهم كل يوم تحت راية الإيمان.

أنا لا أكفر بالله، فالله بداخلى ولا أنكر الأديان فهى وسائل مشروعة للعلاقة مع الله، ولكنى ربما أكره المتدينين الذين يرون أن اليقين فى عقيدتهم لا يتأكد إلا بإنكار عقيد الآخر.

إنما أفكر بحرية لأننى ببساطة وأنا فى نهاية العمر لم أعش لحظة حراً !








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة