ها هى 24 ساعة جديدة تمر، والشخص الساكن فى القصر الرئاسى لا يدرك بعد أنه الرئيس.. لم يخرج علينا ليشرح سبب ضعفه وعجزه عن إعادة جنودنا المخطوفين فى سيناء..
24 ساعة جديدة والشخص الكائن فى القصر الرئاسى الذى يخشى السجود فى بيوت الله، دون التفاف الحرس حوله، لم يتحرك لينقذ هيبة الدولة، وعرض رئاسته، وشرف تاريخه الذى لم يصنعه بعد، ولا يبدو أنه سيصنعه أصلاً..
القوات المسلحة تقول إن مدرعاتها ورجالها فى انتظار الإشارة السياسية لإنطلاق عملية عسكرية، هدفها استعادة الجنود المخطوفين، وهيبة الدولة المفقودة فى سيناء، والرئاسة تقول إن محمد مرسى يفضل التفاوض، والمنطق يقول رن من يلجأ للتفاوض فى ظروف كارثية مثل التى نعيشها، هو شخص من اثنين لا ثالث لهما..
الأول، ضعيف وعاجز لا يملك من قراره شيئا، ويعانى من خلل فى «جينات» الشجاعة، ويخشى من أن يفتضح أمر ضعفه وارتباكه، وعدم قدرته على الإدارة إذا دخل فى معركة ما..
والثانى، شخص عينه مكسورة بصفقة ما، أو اتفاق سرى مع جماعات متطرفة، منحها الحرية والأمان فى مقابل خدمات قد يحتاجها وقت اللزوم، حتى ولو جاء ذلك على حساب الوطن، وأمن جنوده، ورعايا البلد الذى أقسم بدل اليمين ثلاثة من أجل حمايتهم، ولكنه كعادته لا يعرف للوفاء بالعهد والوعد واليمين طريقا.
لن تكون عميلاً أو خائنا أو كارهاً للرئيس، وراغباً فى إفشال التجربة الإسلامية فى إدارة شؤون السلطة، إذا ربطت بين ضعف مرسى وعدم قدرته على توفير غطاء سياسى لتطهير سيناء من البؤر الإرهابية، والجماعات المتطرفة، وبين قرارات العفو التى أصدرها بالجملة فى بداية أيامه الرئاسية، لقيادات الجماعات المتطرفة الموجودة داخل السجون، على خلفية عمليات قتل واغتيال وإرهاب راح ضحيتها نساء وأطفال..
بالعكس ستكون صاحب منطق وعقل، إذا ربطت بين مرسى ويده المغلولة فى الدفاع عن هيبته، وشرفه الرئاسى، وعرض سيناء، وبين كل قرارات العفو الغامضة التى منحها للإرهابيين فى السجون، وكانت تصدر منه أسرع وأسهل من قرارات العفو عن شباب الثورة المعتقلين، دون أن ترفق الدولة أسبابا واضحة لقرارات العفو، ودون أن تحدد ضمانات حاسمة بخصوص تخلى هؤلاء عن أفكارهم التخريبية والإرهابية..
لست خائناً ولا أنت أيضاً، حينما تشعر برغبتك فى طرح تساؤل حول مشاركة بعض المفرج عنهم من التكفيريين فى تنفيذ عمليات، تتم على أرض سيناء، لست كارهاً للدين ولا أنت كذلك، حينما تطلب تفسيراً واضحاً لإعادة تمكين أصحاب الأفكار المتطرفة من الأرض المصرية مرة أخرى، لست خائناً ولا كارها لمشروع الإسلام السياسى، إن سألت محمد مرسى بأى حق أفرج عن هؤلاء، وأى ثمن حصل عليه مقابل ذلك؟، وهل يكفى استخدام هذه الجماعات المتطرفة كفزاعة لإخافتنا وتهديدنا كلما طالبنا برحيل مرسى ثمنا لهيبة الدولة، وشرف مؤسسة الرئاسة، الذى ضاع مع اختطاف جنودها من سيناء؟!
قيادات الإخوان فى تصريحاتهم يؤكدون دوما أن الجماعات الإرهابية المتطرفة فى سيناء، ستكون هى البديل فى حالة إذا ما تم الإصرار على خلع مرسى بغير الصندوق، واستناداً لتلك التصريحات، لا أستبعد أبدا أن يكون هذا هو الثمن الذى دفعه مرسى مقابل استخدام هذه الجماعات كفزاعة، فمرسى الكائن فى قصر الرئاسة، لا يختلف أبداً عن محمد حسنى مبارك الذى استخدم من قبل الإخوان والإسلاميين كفزاعة يطلقها فى وجوهنا، ووجوه الغرب، كلما طالبنا بإصلاح سياسى وحريات وديمقراطية.. وأمثال هؤلاء – مرسى ومبارك - لا تستبعد أبدا أن يتاجروا بعرض الأراضى المصرية من أجل الكرسى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة