محمد منير

التميز والتمييز

الثلاثاء، 14 مايو 2013 01:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإنسان من حقه أن يفخر بتميزه فى أى مجال أو فيما يخص معتقداته، فإذا أفرط وانتقل الافتخار من شعور إلى فعل تحول التميز إلى تمييز.

زمان عندما كنت شاباً منطلقاً أبرُم فى شوارع العجوزة وكورنيشها الجميل أستمتع بجماله وجمال الشوارع وجمال البشر، كانت المعادلة عندى بسيطة وتتلخص فى ثلاث كلمات «كل الناس حلوة». قابلنى صديقى الاشتراكى- رحمه الله- وعرّفنى على مجموعة من الاشتراكيين فأكبرت فيهم إنسانيتهم وأحببت مبادئ أفكارهم التى تنحاز للإنسانية وتساوى بين البشر، وبدأت فى تعميق علاقتى بهذا الفكر بالقراءة والمناقشات، وبعد أن انتقلت إلى المعسكر الاشتراكى شعرت بالفخر والتميز، وتحولت المعادلة عندى وتلخصت فى ثلاث كلمات أيضا «أى اشتراكى حلو» وماعدا ذلك فهم بشر عاديون يحتمل خطؤهم وصوابهم، وبعدها تحول افتخارى بمبدئى إلى فعل يهتم برفض المبادئ الأخرى أكثر من اهتمامه بتعميق وتطوير مبادئ صاحبه، وساعد فى ذلك أن أصحاب المبادئ والعقائد الأخرى، سواء ناصريون أو جماعات دينية أو إخوان، كانوا يعيشون نفس الحالة التى أعيشها، وكان اهتمامنا بدحض أفكار الآخر أهم من اهتمامنا بنشر أفكارنا، وأعتقد أن الحالة التى وصفتها، هى أحد الأسباب المسؤولة عن استمرار النظام المستبد السابق.. الملاحظة الثانية أن من بين المنتمين لأى فكرة أو عقيدة من كان مخلصاً لما ركن إليه إخلاصا مبالغا فيه، وعلى النقيض كان آخرون يجدون فى المبدأ والعقيدة أداة للتسلق لتحقيق نجاحات شخصية على حساب أى شىء، وكان الانتماء لديهم وسيلة قوية لتبرير أى شىء، خبرة الحياة كانت لها نتائج أخرى، فالخبرة الحياتية أكدت أن الإنسانية بمعناها العميق هى الضامن الأول لاعتناق أى شخص لمبدأ أو فكرة أو نظرية أو عقيدة، ففرق كبير بين الناصرى والإنسان الناصرى، أو الإخوانى والإنسان الإخوانى، والخبرة الحياتية أكدت أن سلاح النظرية إن لم يرضخ للإنسانية فإنه يتحول إلى سلاح لتبرير سلوكيات ومواقف وقيم متردية، واللص أو الانتهازى الذى يمتلك سلاح النظرية، أخطر بكثير من نظيره الذى يفتقر إليه، ولهذا فلا يخدعك لحن قول المتشدقين بالنظريات والمبادئ والتاريخ الزائف، وأخضعهم إلى اختبار بسيط، انظر إلى معاملاتهم ومواقفهم وسلوكياتهم اليومية مع الآخرين، فإن وجدت منهم إيثاراً وتأدباً وشفقة وعزوفاً عن الصراع الوحشى والمكيدة من أجل المال والجاه فاستمع إلى نظرياتهم ومعتقداتهم واطمئن لافتخارهم بتميزهم، وإن كانوا عكس ذلك «وهم كثر» فأعرض عنهم، وحاذر من تمييزاتهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة