محمد فودة

محمد فودة يكتب.. القاهرة متى تستعيد بريقها.. وتعود عاصمة العرب

الإثنين، 13 مايو 2013 06:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سنوات من تراكمات الأخطاء والممارسات غير المتحضرة أطاحت بالقاهرة لتحولها إلى ما يشبه العشوائيات ليس على مستوى المبانى والأحياء بل على مستوى سلوكيات الناس وعلى مدى عشرات من الحكومات المتعاقبة والمحليات المختلفة لم تتمكن القاهرة من ترك بصمة واضحة تعبر عن شخصيتها المبهرة على مستوى العالم.. بل حدث أن تم عزلها عن التطور الحقيقى الذى يليق بعاصمة مصر والمفترض أن تكون عاصمة العرب.. هى أزمة سلوكيات صارت سمة لأغلب أبناء الجيل الجديد وكثير من الشباب لم يتم تربيته التربية الواعية المرتكزة على الوعى واحترام القيم والتقاليد والنابعة من تاريخنا ومن رموزنا التى تعلم منها العالم كله، ولم نعرف كيف نتعلم نحن منهم.. والناتج هو هذا التخبط الذى نحياه ليل نهار والذى يطول كل شىء وصولاً إلى تراثنا وآثارنا.. ولأن كثيرا من المسؤولين لم ينجحوا فى الكشف عن عمق الأزمة صارت أحلامهم مجرد بيوت فوق الرمال..
أتوقف الآن عن تجربة الدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة الذى تزداد ثقتى به يوماً بعد يوم.. وقد استمعت إليه فى إحدى الندوات مؤخراً، عرض فيها بتلقائية وصدق وبساطة المشاكل التى تواجه محافظة القاهرة فهو دائماً يعترف بأن هناك أخطاء نتيجة تراكمات وكان من الممكن أن يغرق فيها مثل كثيرين، لولا أن فكره العلمى المبنى على استراتيجية واضحة يرسمها ليحولها إلى واقع معاش، إنه يحلم وينفذ ولا يمسح لهذا الحلم أن يتحول إلى خيال أو إلى حبل يتلف حول طموحاته.. فيخنقها.. بل هو يحلم لكى يتيح للورق أن يكون أرضاً خصبة.. هو لا يعترف بالحلول الديكورية التى قد تسمح ببقاء مسؤول فوق مقعدة أعواماً.. فإذا ترك منصبه لا يجد من بعده سوى تركة من الخراب واللاضمير... لكن الدكتور أسامة كمال فى تخطيطه يرى أن هناك مستويين للعمل الأول تحتل ساحته المشاكل العاجلة والتى لا تحتمل التأجيل أو التقصير، والتباطؤ فيها يعتبر نوعاً من الإهمال والتخريب وهو يخطط من خلاله لقاهرة اليوم وترميم أخطاء الأمس.
أما المستوى الثانى فهو للغد البعيد، يخطط للقاهرة فيه لعام 2030 - لتكون عاصمة العرب.. بل قد يمتد به الطموح أن تكون مقصداً سياحياً عالمياً وقبلة للآثار.. فهى تمتلك وحدها أهم الآثار الإسلامية والفرعونية والقبطية، أسامة كمال يعترف أنه حتى الآن لم يتم اكتشاف آثار مهمة من البيوت القديمة فى كثير من الأحياء الشعبية.. يخطط لإعادة صياغتها من جديد بأسلوب علمى حقيقى يعتمد على الخبرات وتضافر الجهود وبدأ الرجل يضع يده على ملامح تراثية مهمة فى القاهرة الأثرية بالتعاون مع وزارة الآثار، هو طبعاً يعرف أن هذه المشاكل الكبيرة لا يمكن حلها بين ليلة وضحاها ولكن طالما بدأنا بالتخطيط السليم نكون قد دخلنا أول الطريق الحقيقى نحو الإصلاح، هو يمتلك روشتة لكل أمراض المحافظة العاصمة، فهو من القيادات التى أحس أنه حالة شديدة التفاؤل بالغد.. وكلما جلست معه تيقنت أنه لا يفقد اليقين أبداً.. مما يجعلنى أتمنى أن يكون كل محافظى مصر بهذه الشخصية الثرية.. فأنا شخصياً أومن أن مصر تمتلك ثروات بشرية ومناطق معمارية غنية بكل ما يمكن أن يؤمن للشباب غده ومستقبله ولكن فقط نحتاج إلى من يضع يده على هذا، فمثلاً لدينا مناطق صناعية فى السويس كنموذج يمكن أن يتطور فيه صناعات محددة ويزيد من كفاءات الأيدى العاملة،
أما عن محافظة القاهرة فإن أسامة كمال يسعى لتصحيح أوضاع سنوات من الأخطاء يسعى لإعادة إحياء البنية الأساسية لقيام بلد يحاول أن يتقدم، حتى يصل إلى إصلاح ميدان التحرير والمتحف المصرى وإعادة الثقة للسائح الذى يزور هذه المنطقة باستمرار.. ولابد من رسالة طمأنينة للشعب أولاً ثم لكل من تطأ قدمه أرض الكنانة، ولكن وراء ذلك لابد من ثورة فى التوعية وزرع مفردات السلوك، خاصة للنشء والأجيال الجديدة التى غاب عن كثير منها هذه الأولويات، التى مع تعاظمها تتعظم أزمات التكدس المرورى والتلوث البيئى’
نحتاج إلى إعلام ناضج يعلم ويغرز فى نفوس الشباب قيماً غابت سنوات عنا، نريد القاهرة 2030 التى يحلم بها المحافظ عاصمة العرب بل قبلة السياحة العالمية، من خلال تخطيط مستقبلى لا يتغير بتغيير المسؤول، فإذا ترك المحافظ موقعه يجد من يأتى بعده خطة مسؤولة مستمرة راسخة فمهما قصرت مدة المسؤول فى موقعه أو طالت، فلابد أن تكون خطته واقعية وليست مجرد حبر على الورق.. أو مجرد أحلام.. أسامة كمال يعرف أن القاهرة كنز أثرى وكنز بشرى، ونموذج القاهرة الفاطمية يمكن أن يستمر فى الأحياء الأخرى، حتى تخرج القاهرة من عباءة المشاكل وتدخل فى رونقها الجديد، وترتكز على محاور صادقة عمادها تجويد الحياة للمواطن المصرى، من مواصلات وخدمات وربطها بمحور تعديل القناة وموانئ البحر الأحمر والسويس، وهو الهدف الأعلى لتنشيط التجارة مع العالم.. وبهذا تصبح القاهرة العاصمة التاريخية الثقافية الأثرية للعرب.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة