اشتهرت مصر بتصدير الخضروات إلى كثير من بلاد العالم، وفى أحد الأعوام أعادت ألمانيا إلى مصر شحنة بطاطس، قد صدرتها إليها، قبل دخولها إلى الأراضى الألمانية لأنها غير مطابقة لمواصفات الجودة، وكان ذلك فى وقت النظام البائد قبل ثورة يناير، فكانت الدولة بمؤسساتها تعمل بكل طاقتها ودون احتجاجات أو اعتصامات تعطل قوة العمل، ومع ذلك كان جهاز الرقابة على الصادرات فى غيبوبة.
الآن بعد ثورة يناير، والدولة تحاول أن تستعيد طاقتها، وتعيد بناء مؤسساتها بشكل يضمن التغيير للأفضل فى محاولة لتحسين الأداء، ولكن للأسف أصبحت الرقابة معدومة، فلقد قرأت منذ أيام على موقع "اليوم السابع" خبرًا عن وجود ملابس مسرطنة تباع بالإسكندرية على الأرصفة، فقد كشف لويس عطية، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالإسكندرية، عن مفاجأة من العيار الثقيل، وهى أن الملابس التى يبيعها الباعة الجائلون على أرصفة شوارع مدينة الإسكندرية تسبب السرطان، مشيرًا إلى أن 90% من البضائع الصينية الرخيصة مسرطنة.
فإذا كانت المعلومة صحيحة فتلك كارثة محققة، فلم يكن الشعب المصرى فى حاجة إلى مشكلة معضلة تضاف إلى كم المشكلات التى يريد أن يتعافى منها.
أين الرقابة على الواردات، لقد أصبح السوق المصرى مرتعًا لكل من أراد أن يروج سلعه ومنتجاته، دون رقابة صارمة، تضع معايير للجودة، فالسلع التى تباع على أرصفة الشوارع ويلجأ إليها المستهلك المصرى لشرائها، لم يشتريها من فراغ، وإنما وجد فيها ضالته من حيث سعرها الزهيد مقارنة بأسعار السلع فى المحلات.
أين دراسات السوق التى يجب أن تراعى الأحوال المادية والحالة المتردية لمستوى الدخل للسواد الأعظم من الشعب المصرى، فيكفى المواطن ما يعانيه من أطعمة ملوثة، ومياه الشرب التى تتسبب فى العديد من الأمراض، ومخلفات المصانع التى تلقى فى نهر النيل العظيم، والخضروات التى ترش بمبيدات ضارة تعود بالسلب على صحة المواطنين، دون وجود رقابة أو معايير للجودة.
لقد أصبح المواطن المصرى فى مهب الريح، لا يجد جهة رقابية صارمة، تضع معايير منضبطة لما يجب أن يقدم له من مأكل وملبس ومشرب، على الدولة أن تهتم بالعنصر الرئيسى من عناصر بناء الدولة الحديثة وهو الإنسان، الذى لا تفيد الثورات ولا التقدم دون الاهتمام به، ووضعه نصب أعين المخططين وصناع القرار، لم يعد لمصر ما تتباهى به غير المواطن المصرى، فإذا وهن وأُثقل بالأوجاع والأمراض فلا دولة ولا تقدم، فلك الله يا شعب مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة