فاطمة خير

إنت مش إنت.. وإنت بتتويت!

الثلاثاء، 30 أبريل 2013 03:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شىء غريب يدعو للدهشة، وللعجب: لو أنك لا ترغب فى أن تمارس التغريد بنفسك، وأقصد هنا فعل «التويت» كما هو متعارف عليه، لماذا تقوم أصلاً بإنشاء حساب لك؟! السؤال طبعاً ليس موجهاً للأشخاص العاديين، فهؤلاء بطبيعة الحال، يقومون بالتغريد بأنفسهم، فى محاولة للتواصل مع العالم، أو حتى للفضفضة، أو ممارسة هواية السب واللعن، أو غيرها من الممارسات التى خرجت بتويتر عن مساره الأصلى، من كونه شبكة للتعبير عن الأفكار، وتبادل الأخبار، وغيرها من آليات التواصل، إلى ساحة لتبادل الشتائم.

والسؤال هنا يعود فيطرح نفسه، لو أنك شخصية عامة، أو تهدف لكى تكون شخصية عامة، واتخذت «تويتر» سبيلاً، للتعريف عن ذاتك، وعن مواقفك، أو حتى سبيلاً للشهرة، عبر السير عكس المألوف، حتى تحصل على أكبر عدد من «الفولورز» (المتابعين) فتصبح فى حد ذاتك مؤثراً فى الرأى العام؛ لماذا لا تفعل ذلك بنفسك؟ فالأصل فى هذهِ الوسيلة للتواصل، هو أن «تتواصل» مع الآخرين، وتكون حاضراً بذاتك فى اللحظة ذاتها التى تمارس فيها التغريد، كى ترد على أسئلة الآخرين، المدهش أن هذهِ الوسيلة التى بدأت للتواصل بشكل شخصى، أدت إلى ظهور وظائف جديدة ترتبط بها، وتعتمد على الحصول على أكبر عدد من المتابعين، عن طريق سُبُل عدة، يعرفها الشباب الذى أصبح يحترف هذهِ المهنة: مهنة توظيف الشبكات الاجتماعية، ولكنها فى الأصل، مهنة تستهدف توظيف هذهِ الشبكات، للحصول على الأخبار، أو ترويجها، أو الحصول على العملاء لعلامات تجارية، إلا أنها وبفعل المنطق المعكوس، تحولت إلى وظيفة يسترزق منها الشباب، الذين لا يستطيعون الحصول على وظيفة، لكنهم فى الوقت نفسه يتقنون لعبة الحصول على متابعين/فولورز على «تويتر»، فيوظفهم بعض المشاهير، للحصول على هؤلاء، كى يبقوا فى صدارة مشهد سياسى واجتماعى عبثى، يصبح فيه الأعلى صوتاً هو الأجدر بالاستماع إليه، وينسى هؤلاء المشاهير والشخصيات العامة، أنه ما من أحد يظل مستيقظاً 24 ساعة فى اليوم، للتواصل مع معجبيه، والالتحام بالأحداث الجارية، لذا فإن المسألة «مفقوسة قوى»، حيث يدرك أى مدقق للوضع، أن الشخصية ليست بذاتها التى تتواصل مع جمهور معجبيها، وهنا تذهب المصداقية إلى غير رجعة.

ومرة أُخرى، لو أنك شخصية عامة، لماذا لا تمارس التواصل مع معجبيك بنفسك؟! مهما كانت درجة انشغالك، فإن أى وقت ستقضيه مع جمهورك، هو بالتأكيد سيمثل متعة حقيقية لك، وسيلهمك بالجديد من الأفكار الإبداعية، وينشط ذهنك لإدراكك بالمستجدات، وسيعطيك مزايا تخصك وحدك، يدركها من يرغب حقاً فى التواصل معك، أى أنك ستعطى وتأخذ، أما أن تستأجر غيرك ليقوم بهذا الدور معك فإنه سيفقدك محبيك بمرور الوقت، وسيفتضح زيفك يوماً، أذكر أن شخصيتين كان على حسابيهما الغلطة النحوية نفسها فى اللحظة ذاتها فى الجملة ذاتها!، أفلا تعقلون!. «مشهد سياسى واجتماعى عبثى، يصبح فيه الأعلى صوتاً هو الأجدر بالاستماع إليه».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة