ناصر عراق

الرئيس مرسى ونجيب محفوظ والحرافيش!

الأحد، 21 أبريل 2013 09:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
(وازداد الجو عبوسة ودمامة، وامتطت الأسعار الجنون. ندر الفول والعدس والشاى والبن، واختفى الأرز والسكر، وتدلل الرغيف. وندت عن الأعصاب المرهقة بوادر استهانة، فتعددت السرقات، وتعاقب خطف الدجاج والأرانب، وبعض السائرين ليلاً نهبوا أمام بيوتهم. وانبرى رجال العصابة ينذرون ويهددون، ويدعون إلى الأخلاق والتضامن بحناجر قوية وبطون مكتنزة. وكشفت الأيام عن أنيابها الحادة القاسية، وتضخم شبح الجوع.. فشاع أن الناس يأكلون الخيل والحمير والكلاب والقطط، وأنهم عما قليل سيأكل بعضهم بعضاً)!

الفقرة السابقة من رواية نجيب محفوظ بالغة الروعة (الحرافيش)، والتى تدور كلها حول فكرة أصيلة ونبيلة، وهى مقاومة الظلم والاستبداد والجشع من أجل تحقيق العدل والحرية والإنصاف.

فى الفقرة السابقة نرى أن العصابة (رجال الحكم) قد نهبوا الحارة، التى هى رمز لمصر، وتركوا أهلها الفقراء (الحرافيش) يكابدون الجوع والحرمان. بقليل من إعمال الخيال يمكن لك أن تسقط الفقرة السابقة على عهدى مبارك ومرسى، فالأول ظل قابضاً على السلطة ثلاثين عامًا كاملة دمر وخرب وأفسد ونهب، والثانى جاء بعد ثورة مدهشة لكنه لم يستثمر طاقات الشعب الثائر، فأخفق هو وجماعته فى تحقيق أية خطوة لصالح ملايين الفقراء من عمال وفلاحين وموظفين صغار ومتعلمين عاطلين، وإنما سار على الصراط المستقيم لنظام مبارك، من حيث التوجهات الاقتصادية والسياسية، وإن زاد عليها النبرة الدينية المفتعلة!

لقد انشغل مرسى وجماعته بالسطو على مؤسسات الدولة وأخونتها، ضاربين عرض الحائط بتحقيق الأمن للناس وإشاعة العدل الاجتماعى، وظلت حكومته تتسول قرضاً من صندوق النقد الدولى بدون جدوى. وأمس الجمعة 19/4/2013 انتفضت الجماعة فى مظاهرة (لتطهير القضاء) بهدف السيطرة على هذه المؤسسة الوطنية وإبعاد 3500 قاض لا يبادلون الإخوان حبًا بحب!

إن جرائم النظام الحاكم فى حقنا نحن المصريين تتراكم كل لحظة، ويكفى مرسى (فخرًا) أنه أول (رئيس/ حاكم) استطاع أن يقسّم المصريين ويفتت وحدتهم بقراراته العشوائية وسياسياته المنحازة للأثرياء على حساب الفقراء. وفى عهده الميمون رأينا أزمة السولار ولبن الأطفال ورغيف العيش إلى آخره!

لا أعرف هل قرأ (الرئيس) مرسى رواية الحرافيش لنجيب محفوظ أم لا (صدرت عام 1977)؟ وأغلب الظن أنه لم يقرأها، لأن الجماعة اتخذت موقفاً معاديًا من أديبنا العالمي، ومن الآداب والفنون عمومًا، وكذلك فعلت تيارات التأسلم السياسى، ولا تنس أن شابا ساذجاً من تلك التيارات إياها تجرأ وحاول قتل نجيب محفوظ عام 1994 وهو شيخ عمره 83 عامًا، وقد اعترف هذا الشاب المسكين أنه لم يقرأ شيئاً لأديبنا العالمى، وإنما حاول تنفيذ جريمته مرضاة لواحد من شيوخه الأجلاء الذين اتهموا محفوظ ظلمًا وبهتاناً فى دينه!

سيادة (الرئيس) مرسى.. اقرأ الحرافيش واكملها للنهاية قبل أن يثور الفقراء ويطردون (الفتوة وعصابته/ جماعته) من الحارة لينقذوا الناس من الظلم والبطش، ويقيموا العدل!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة