للقهر سبلٌ كثيرة، فهو يعرف طريقه جيداً للنفوس الضعيفة، وأقصد بها هنا، النفوس التى تؤمن به كوسيلة لقيادة البشر، وتستخدمه كطريقة للسيطرة على الآخرين، وتعتبره المنهاج الأمثل لتقنين العلاقة مع الآخر، أما تلك النفوس التى تقع ضحيةً له، فهى وبرغم كونها فى محل الضحية، وهى التى يقع عليها الظلم؛ إلا أنها قد تستعذب هذا الدور أحياناً، فهو يجذب التعاطف دوماً، ويرحم النفس من البحث عن مخرج، ويكفى الشخص مسئولية القتال لأجل استعادة حقه.
والنموذج الأكثر تقليدية على مر التاريخ، هو قهر الرجل للمرأة، ربما لأنه الأكثر فجاجة، وربما الأكثر وضوحاً، أو لأنه العامل المشترك فى دنيا القهر برغم اختلاف الأزمنة والبلدان والمجتمعات والثقافات، صحيح أن كل مجتمع أبدع فى أساليبه الخاصة للقهر؛ إلا أنه- القهر- يبقى "حجر سيزيف" الذى تحمله النساء على مر التاريخ.
ربما يسألنى أحدهم، لماذا التعميم؟، والإجابة بوضوح، لأننى مقتنعة بهذا، لست مضطرة لتقديم البراهين على ما هو أوضح من قرص الشمس، أما عن الأسباب التى تدفع رجل لقهر امرأة، أو تدفع مجتمعا لقهر نسائه فهى كثيرة، يمكن لكل من يقرأ أن يضيف لها من عنده، لكننى أحب أن أورد بعضاً مما أؤمن به، ربما يعجب البعض، وقد يراه آخرون "كلام فاضى":
لو ترى امرأةً جميلة، فتتمنى أنها لك لكنك لن تقدر على امتلاكها، فتسعى لتدميرها حتى لا تكون لك ولا لسواك.
أن ترى بأن موقعك فى الحياة يتحدد فقط بوجود وصف "ذكر" فى خانة النوع، فتسعى لإفشال من يرى فى هويته المختلفة النوع، نجاحاً وتحققاً فى الحياة.
أن يؤمن مجتمع بأن خروج نسائه للحياة العامة، هو بضرورة الحال خروج عن الفضيلة، والبحث عن أسباب المتع المنحرفة.
أما آليات القهر، فهى متعددة، لكن نوعاً ما يمكن أن تدور حول الخطوات التالية:
احرص على
1- أن تكون مهووسة بجسدها.
2- أن تؤمن بأن البحث عن رجل هو محور حياتها.
3- أن النساء الأخريات هن عدوها الأول.
4- أنها آلة للجنس والإنجاب.
5- تعمل للتكفير عن ذنب وجودها فى الحياة مدى العمر.
6- لا تمارس الحق فى الحلم أبداً.
7- تورث القهر لابنتها، فتستمر اللعبة.
الخطوات السابقة صالحة فى كل زمان ومكان، لكن تذكر أنها تماماً هى انعكاس لداخلك الذى يختبئ فيه الآتى:
أن ترى وطناً جميلاً، لكنك تعرف أنك لن تستطيع حمايته فتجاهر بأنك لا ترغب فيه وتحلم بالأفضل (الوهمى).
بحرٌ حلمت باجتيازه، لكن العمر مضى وأنت تقف على باب الحلم، فما ذقت البحر، ولا عرفت حلاوة طعمه ولا اجتياز شاطئه إلى حيث تكمن الحياة بالفعل.
هو ضعفٌ، يتخفى وراء قهر، يتخذ شكل ذكر يطلقون عليه وصف رجل.
مارس الخطوات السابقة كلما حاولت قهر امرأة، لكن تذكر، أن كل امرأة هى بالضرورة تشبه أمًّا مرت فى حياتك فتركت بصمتها، ثم رحلت لتبقى للأبد.
"إلا أنه – القهر- يبقى "حجر سيزيف" الذى تحمله النساء على مر التاريخ"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة