ماذا يريد وزير الخارجية الجديد من مصر؟.. وماذا فى أجندة الرجل أثناء زيارته الأولى التى قام بها إلى القاهرة؟! أكثر من سؤال كلها تصب فى قالب واحد، وهو أننا نرفض أى تدخل أمريكى أو غربى أو شرقى فى شؤون مصر.. ولا أظن أن أحداً من هؤلاء يمكنه أن يلوى الإرادة الشعبية لأهوائه.. سبق أن قالت وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس إن هناك خريطة جديدة للشرق لأوسط خلال سنوات.. ولا أحد يعرف هل تتخيل أمريكا أن ما يحدث فى الثورات العربية أو ما يحلو أن نسميها ثورات الربيع العربى هى هذه الخريطة الجديدة؟! هذا اقتراح أعوج وسخيف لأن ثوراتنا المصرية والتونسية والليبية والسورية هى بإرادة شعبية صافية لا دخل فيها من أحد ولا يمكن لهيمنة عالمية أن تستقطب إرادتنا أو تلوى قرارنا.. فى مصر القرار حالياً للشعب ولا يمكن لأى قرار مهما تم تدعيمه أن يكون خادعاً لإرادتنا، ونظرة بسيطة للحياة السياسية فى مصر بعد ثورة 25 يناير يمكننا أن نلخص كيف تعيش مصر وكيف تكون الحرية والديمقراطية.. الشعب فى مدن القناة الثلاث حينما رفض حظر التجول، استجابت الدولة والحكومة برغم أن حظر التجول هذا فرضه رئيس الدولة لحماية المواطنين هناك من تدخل الدخلاء والخارجين عن القانون.. وكان أن رفض الشعب هناك هذا الحظر للتجول.. ورفضوا كذلك قانون الطوارئ الذى كنا قد عانينا منه لمدة ثلاثين عاماً متصلة فى فترة الحكم السابق، الشعب حالياً يصنع قراره بكل رضا وإباء وإن طال بعض مظاهر الإصلاح شىء من الفوضى أو اللامسؤولية، فهذا هو ثمن الحرية والديمقراطية.. وإذا تخيل أى مسؤول أمريكى أنه سيتمكن من تلوين الحياة السياسية فى مصر بلون أمريكا فهذا مرفوض.. ماذا يريد جون كيرى من رحلته التى قام بها إلى أرض مصر؟! هل يوصى بجديد بعد أن انطلقت مصر بعد الثورة ولم يعد أحد بقادر أن يفرض وصايته عليها.. هل لا يزال الحاكم الأمريكى يتخيل أن مصر فى حاجة إلى وصاية وحماية ومشورة خائبة؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة