هل تريد أن تعرف لماذا قررت جماعة الإخوان المسلمين ضبط وإحضار الإعلامى الساخر باسم يوسف اليوم الأحد 31/3/2013، وذلك عن طريق نائبها الخاص المستشار طلعت إبراهيم؟
خذ عندك بعض الأسباب المهمة:
• لا تعرف جماعة الإخوان المسلمين أن الشعب المصرى مفطور على السخرية من الحاكم الظالم، وقد شرح الدكتور سيد عويس (1903/ 1988) رائد علم الاجتماع العلاقة العميقة بيننا نحن المصريون وبين السخرية، حيث قال إن السخرية هى السلاح الثانى الذى يلجأ إليه المصريون طوال التاريخ لمواجهة الديكتاتور، أما السلاح الأول فيتمثل فى الدعاء على هذا الديكتاتور الظالم! تذكر من فضلك آلاف النكات التى أطلقها المصريون على السادات ومبارك!
• لا يوجد بين صفوف جماعة الإخوان مبدع متميز واحد فى أى مجال، فلم نر عندهم أو نسمع عن شاعر أو روائى أو رسام أو مطرب أو موسيقى إلى آخره، فالفن مكروه كما يزعمون، إن لم يكن حرامًا عند الجماعة ومن لف لفها من تيارات إسلامية أخرى، وبالتالى لا يعرفون الفن ولا يفهمون دوره ومغزاه!
• لا تعيش الجماعة فى العصر الحديث، ولا تعرف منه سوى الاستثمار ومراكمة الأموال فى جيوب قادتها، ولم تسمع عن حرية الفكر والإبداع التى أصبحت حقوقاً عالمية لكافة البشر، وبالتالى لم تطق صبرًا على انتقادات باسم يوسف لها ولمندوبها فى الرئاسة، فقررت ضبطه وإحضاره لأنه يسخر من (الذات الرئاسية)!
• إنهم يخاصمون الابتسام والضحك.. أجل فالجماعة لا تعرف كيف تفرح، ورجاء.. تأمل جيدًا ملامح ووجوه قادة الجماعة لتكتشف بيسر أنهم لا يبتسمون ولا يضحكون، فملامحهم تغشاها جهامة مخيفة، وقسماتهم تعادى البهجة والحبور، وكأنك أمام كتلة من الحجر البشرى لا ينفعل ولا ينوى!
• تظن الجماعة أن التنغيص على الكتاب والصحفيين وجرجرتهم إلى النيابة سيقلل من الهجوم عليها، إن لم يوقف هذا الهجوم تمامًا، وهو أمر يؤكد سذاجة الجماعة وجهلها بطباع المصريين، فالكتاب الشرفاء، وما أكثرهم فى مصر، أشهروا أقلامهم دومًا فى وجه الظلم والقهر والاستبداد، ومن ثم لن تستطيع الجماعة بالتضييق والتهديد أن تقصف أقلام هؤلاء الشرفاء أو توقف شلال المعارضة لكل ماهو ظالم وقبيح وذميم!
• لأنها جماعة أنشئت فى كهوف السرية، فظلت تخشى النور طوال تاريخها، والإعلام نور.. والسخرية نور، لذا صُعق قادتها حين وجدوا باسم يوسف يغوص فى سلوكهم وتصرفاتهم وملامحهم الجهمة فلم يحتملوا، فهددوه وجرجروه إلى النيابة!
• لأنها جماعة سرية ومنغلقة حتى حين وصلت إلى السلطة، فقد غاب عنها أن معاداتها للإعلام سيفضحها أمام العالم كله، وها هى قصة ضبط باسم وإحضاره تتصدر وكالات الأنباء العالمية فتفضحهم وتكشف غباءهم وجبروتهم!
• يتعجب المرء كثيرًا من تهمة ازدراء الأديان التى ألصقوها بباسم، فديننا الإسلامى العظيم ثابت ومكين فى الأرض ويؤمن به أكثر من مليار مسلم والحمد لله، وبالتالى لا خطر عليه إطلاقاً حتى لو حاول بعضهم أن يطعن فيه، علمًا بأننا ينبغى أن نفرق تمامًا بين الإسلام بوصفه ديناً سماويًا، وبين المسلمين بوصفهم بشرًا يخطئون ويصيبون. بمعنى أن انتقاد المرشد العام للإخوان المسلمين لا يعنى بالمرة أنه انتقاد للإسلام لا سمح الله، فالمرشد ليس الإسلام، والرئيس مرسى ليس الإسلام، وأصحاب اللحى الطويلة ليسوا الإسلام، بل هم بشر مثلنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وقد يصيبون وقد يخطئون!
تبقى كلمة أخيرة..
أكرر مرة أخرى.. لأن الجماعة لا تعرف الضحك والابتسام، فرجاء.. لا تقل جماعة الإخوان المسلمين، بل قل جماعة الإخوان المكتئبين!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة