محمد الدسوقى رشدى

لماذا لا يتحرك الشيوخ لحماية الدين من أطماع الرئيس؟

الجمعة، 29 مارس 2013 11:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما يشعر الإخوان بالخسارة، ويشعر الرئيس بفشله وضعفه، يلجأون إلى الدين.. وحتى لا تفهمنى خطأ، هم لا يلجأون طلبا لمعونة الرب أو رضاه، هم يلجأون إلى تلك الساحة التى يستغلون من خلالها الدين لتمرير فشلهم، والضحك على عقول وقلوب البسطاء، مثلما فعلوا ونشروا بين الناس بالباطل أن المتظاهرين اقتحموا مساجد المقطم وأحرقوها، ولكن الله فضحهم بتقارير رسمية أكد فيها مديرو مساجد المقطم والمسؤولون عنها أن شباب الإخوان هم من اقتحموا المساجد بالقوة، واستغلوها فى الحماية، وفى ضرب المتظاهرين.. ولذلك، وباختصار شديد.. وأنت تتحدث مع أى فرد من جماعة الإخوان المسلمين لا تستخدم ما ورد فى الأثر عن سيدنا عمر حينما قال رضى الله عنه: «لو تعثرت دابة فى العراق لخشيت أن يُسأل عنها عمر لمَ لم يمهد لها الطريق».. والنصيحة هنا لا تعنى - لاسمح الله - أن بلفظة سيدنا عمر رضى الله عنه وأرضاه أى تجاوز أو خطأ، ولكنه عمل بمبدأ لكل مقام مقال.

والمقام هنا يخص جماعة تكذب كما تتنفس، وتعد دوما بما تعرف أنها ستخلف به ولا تحققه، وتنافق بالقدر الذى يحقق لها مصالحها، ولا يمنعها دين الرب وأخلاق الرجال من اتهام الشرفاء فى أعراضهم ووطنيتهم وذمتهم المالية دون أى دليل.. ولأن هذا هو المقام، وهذه صفات أهله، فلا يجوز أبدا أن تستخدم فى الحوار معهم مقالا حلو الكلام، طاهر المقصد، مثل كلام سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وكيف يفهم من كذب وتاجر بالدين، ووعد وأخلف، واتهم الناس فى عرضهم وشرفهم بغير دليل كلام الدين وتعاليمه؟

لا تجادل قيادات الإخوان، أو الست باكينام، أو السيد الرئيس فى أى أمور دينية لها علاقة بالسياسة، لأن مكانة الدين فى قلبك أعمق وأجل من مكانة الدين فى قلوبهم، لأنك وسط الجدال ستكتشف أنك تضع الدين فوق رأسك، بينما هم يضعونه تحت أقدامهم كجسر يمرون من فوقه إلى حيث مبتغاهم الشخصى. صدقنى لو أن السيد الرئيس الإخوانى يتقى الله فعلا فى دينه وشعبه لما كنا وصلنا إلى هذا الحال، ولما تحول هو إلى كيان بلا هيبة، ومصدر للنكات والسخرية، ولا تحولنا نحن إلى مغلوبين على أمرنا نتقاتل فى الشوارع، بينما سيادته يتحدث عن الصوابع اللى بتلعب.. ولو أردت تأكيدا على ما سبق ذكره، ركز فى الآتى من كلمات وردت على لسان الإمام محمد عبده، لكى تتأكد بنفسك أن الدين بالنسبة للرئيس ومن معه مجرد«ركوبة» يتخذونها للوصول إلى حيث مغانم السلطة، وتتأكد أكثر وأكثر حينما تقارن بين ما يقوله محمد عبده وما يفعله مرسى، أن الرئيس أكثر إهانة للدين وتعاليمه مما تعتقد..

1 - ذلك مهب البلاء على كل حاكم، ومنبع الشقاء لكل أمير، أن يتخذ له عمالاً فى الخفاء غير الذين أقامهم على الأعمال فى الجهر.

2 - الخليفة عند المسلمين ليس بالمعصوم، ثم هو مطاع ما دام على المحجة ونهج الكتاب والسنة، والمسلمون له بالمرصاد، فإذا انحرف عن النهج أقاموه عليه، أو إذا اعوجّ قوّموه بالنصيحة والإعذار إليه، فالأمة أو نائب الأمة هو الذى ينصبه، والأمة هى صاحبة الحق فى السيطرة عليه، وهى التى تخلعه متى رأت ذلك من مصلحتها، فهو حاكم مدنى من جميع الوجوه.

3 - أيها الأمراء والسلاطين إن ما تستدلون به على أصل سلطتكم من القرآن، مقيد بكونكم من أهل الإيمان، وهذه آيات المؤمنين، وما أعلم الله به أهل الإيمان الصادقين، فعليكم بعد إقامة شُعب الإيمان فى أنفسكم، أن تقيموها فى أنفس رعيتكم، وتكونوا قدوة لعالمهم وعاملهم، وغنيهم وفقيرهم؛ لتكونوا أئمة هدى ونور، لا أئمة ضلالة وفجور، وإلا كان عليكم إثمكم، وإثم جميع الأمم التى منيت بكم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة