يحيى حسين عبدالهادى

من الذى لا يحب محمد غنيم؟!

الثلاثاء، 26 مارس 2013 05:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المصريين رجالٌ تحسب أن الله جعلهم بيننا لنتوحد فيهم وبهم.. نتذكر بهم أننا نستطيع النجاح إذا توفرت الإرادة والإخلاص.. ونتشبث بنجاحاتهم لنبارز بها ما يحيط بنا من فشلٍ أسطورىٍ وارتجالٍ غير مسبوق.. رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه، فأحبهم الله وحبب فيهم خلقه.. من هؤلاء بلا شك، القيمة والقامة الوطنية والعلمية والإدارية الباسقة الدكتور محمد غنيم.. الذى يحتفل مركز إعداد القادة لإدارة الأعمال بالعجوزة بتكريمه مساء الخميس القادم فى بداية الاحتفالات بمرور 30 سنة على قيادته لملحمة إنشاء مركز الكلى بالمنصورة، الذى أصبح نموذجاً للنجاح والإصرار عليه.

منذ ثلاثين عاماً، قاد محمد غنيم فريقاً من المصريين لتطبيق العدالة الاجتماعية دون سمعةٍ ولا رياءٍ ولا طنطنة (ودون حتى أن يسموها عدالة اجتماعية) وحققوا ما يشبه المعجزة فى وجه معوقاتٍ بيروقراطيةٍ كاسحة.. يتحدث محمد غنيم عن تجربة مركز الكلى بالمنصورة ببساطةٍ وتواضعٍ شديدين وكأن ما فعله شىء عادى (!). يقول لك إن العادى أن توفر العلاج المجانى المتميز لأى مريضٍ يدخل المستشفى، والعادى أن تكون أسبقية العلاج وفقاً لمعيار الاحتياج الطبى فقط، وأن العادى أن يتفرغ أطباء المركز للعمل به وليس لعياداتهم الخاصة، وأن العادى أن يكون المركز (وأى مؤسسة حكومية أو خاصة) منضبطاً بلوائح صارمةٍ للثواب والعقاب، وأن العادى أن الطب رسالةٌ قبل أن يكون مهنة، ولسان حاله يتساءل فى اندهاشٍ: "ما المعجزة فيما فعلناه؟ نحن لم نفعل إلا الصواب". يا لتواضع العلماء! المعجزة يا دكتور غنيم أنكم أصررتم على الصواب فى مناخٍ عامٍ أدمن الخطأ وتعايش معه.

على مدى ثلاثين عاماً ظل مركز غنيم (كما يسميه المصريون) نموذجاً لما قال عنه الله (وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض) فمكث فى الأرض يجرى عشرات الآلاف من عمليات زرع الكلى والمناظير وجراحات المسالك، استفاد منها مئات الآلاف من المرضى مجاناً وبنفس الجودة، دون تفرقةٍ فى العلاج بين غنىٍ وفقير.. أو مسلم ومسيحى.. أو إخوانى وناصرى.

لو لم ينجز محمد غنيم غير مركز الكلى لكان ذلك كافياً لأن تحتضنه قلوب المصريين.. ولكننا اكتشفنا فيه مناقب أخرى تؤكد اتساق الرجل مع ضميره.

ففى أثناء الهجوم الوحشى على غزة فى 2009 فوجئ الإعلاميون المتابعون على معبر رفح بمحمد غنيم واقفاً على المعبر محاولاً الدخول إلى غزة ليؤدى واجبه كطبيب وكمصرىٍ وكإنسانٍ تحت القصف الصهيونى (وهو موقفٌ لم يكن على هوى النظام وقتها).

وفى مطلع 2010 عندما كانت الشجاعة فادحة التكلفة، كان محمد غنيم من أوائل المنضمين للجمعية الوطنية للتغيير لإسقاط النظام.. ثم تحدى النظام وقام بتوجيه الدعوة للدكتور محمد البرادعى (ولنا) لزيارته فى معشوقته المنصورة وقيادة أول مسيرةٍ بين الجماهير منذ مظاهرات كفاية 2005.

محمد غنيم واحدٌ من أولئك الذين قد يختلَف البعض معهم سياسياً ولكن يستحيل أن يختلَف المصريون عليهم وعلى دورهم الوطنى فى خدمة الشعب المصرى.. هو رجلٌ تحبه مصر.

لذلك لم نُفاجأ بتسابق كثيرٍ من الرموز والشخصيات العامة والمواطنين العاديين (من كافة التيارات) يطلبون المشاركة فى تكريمه، ويغيرون ارتباطاتهم ليلحقوا بالمناسبة.. علاء الأسوانى مثلاً أرجأ برنامج صالونه الأسبوعى (وهو حَدثٌ لو تعلمون عظيم) ليتيح لنفسه ولرواد صالونه الانضمام إلى مظاهرة الحب والتكريم..

يقف محمد غنيم الآن فى جانب جبهة الإنقاذ، لذلك سيبدو طبيعياً أن يلتف حوله رموز وقيادات الجبهة يوم تكريمه.. هذا من حيث الاصطفاف السياسى ولكن من حيث الاصطفاف الوطنى فإن مصر تقف حيثما يقف محمد غنيم، لذلك لن أُفاجأ إذا حضر أبو العلا ماضى وعبد المنعم أبو الفتوح وعصام سلطان يحتفون به معنا.. ولكن هل أكون مبالغاً فى أحلامى إذا توقعتُ أن أجد أيضاً سعد الكتاتنى وصحبه معنا حول الرجل؟ وهل من أضغاث الأحلام أن يشترك معنا الدكتور محمد مرسى نفسه؟ من يدرى؟

تعالوا معنا مساء الخميس القادم نُقبّل رأس محمد غنيم.. ونشكره.. ونُكرّم أنفسنا بتكريمه.... أرجوكم خذوا هدنةً من الخلاف والفشل والاقتتال وتعالوا نتصالح فى محمد غنيم لمدة ساعةٍ واحدةٍ.. ساعة واحدة نتذكر فيها أن هناك شيئاً محترماً يجمعنا.
دكتور غنيم.. كل سنةٍ أنت طيبٌ.. ومصر طيبةٌ بك وبأمثالك بإذن الله.

بقلم المهندس/ يحيى حسين عبد الهادى
yehiahussin@yahoo.com








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة