وكأنها مكتوبة على جبين البشر منذ لحظة الميلاد لا أحد يستطيع الفكاك من بين براثنها ولا يمكنه التغيير بدونها إنها الهجرة الإجبارية التى تواجهنا فى الحياة.
انتهت هجرتهم بالتمكن من الوصول إلى سدة الحكم تناسوا معاناة البداية أخيرا لابد من قنص الأهداف والسيطرة وعدم الاستماع إلى الآخرين كرروا نفس ما كانوا ينتقدونه ويعانون منه صموا آذانهم وأغلقوا عيونهم عن الحقيقة قراراتهم متأخرة مثل قرارات مؤسسة الرئاسة التى أصابها البطء الشديد وتفوقت كثيرا على قرارات النظام السابق الصادمة للشعب.
بداية لم تكن متوقعة ممن يملكون تاريخا من المعاناة والاضطهاد والإقصاء ما أسوأ أن يظلم من تعرض للظلم ويعذب من تعرض للتعذيب هل هى اختلاف التجربة كانوا فى المعارضة على مدار تاريخهم الآن هم فى الحكم ماذا جرى ربما للحكم أشياء لا يملكونها لكن لماذا أقصوا من يملك الخبرة من عامة الشعب، وبحثوا عن أصحاب الثقة نفس ما وقع فيه النظام السابق إنها بداية حولت الهجرة إلى نهاية وإلى صراع وتخبط وسقوط قاب قوسين أو أدنى لمقدرات الوطن الخالد بحكم التاريخ.
تبدأ الرحلة بالانتقال من مكان إلى آخر يعتقد الإنسان أنه سيكون الأجمل أو الملائم لتحقيق الأحلام وما أكثرها قد يتحقق من خلالها النجاح وقد يصاحبها الفشل لكن تنطلق الرحلة ومعها صراع بشرى لا منتهى له إلا بالموت وقرب اللحظات الأخيرة يتذكر الإنسان أن الرحلة انتهت وأن ما تجشمه من مرارة الهجرة ربما لم يكن يستحق التضحية.
رحلات كثيرة لمصريين أثروا أضواء القاهرة وربما اضطروا لها قبل أن يدفنوا بموهبتهم فى ربوع ريف مصر وما أكثر من دفنوا بمواهبهم دون اهتمام من أحد يأتون إليها تأخذهم الأضواء المبهرة ثم ينزون ويعودون أخيرا إلى قراهم لكن ليواريهم الثرى بناء على وصيتهم بعدم الدفن فى العاصمة التى اكتظت بمن هم فوق وتحت الأرض.
تغيب فى هجرات المصريين العدالة الاجتماعية وحسن التفكير وتقليد الأجانب فى توزيع السلطات والثروة فى الأقاليم ويلح السؤال من الذى جاء بك إليها رغم أنها فى نظر الكثيرين مثل "الغولة" أو المصير الذى لا فكاك منه؟ من أجبرك؟ وتكثر التساؤلات والإجابة غياب العدالة الاجتماعية فى مصرنا وغياب التخطيط السليم للموازنة بين الأقاليم المصرية.
هناك فى دول العالم المتقدم الأقاليم هى التى تشعل مصابيح النجومية وتقودها وليس العواصم فقط.
الأقاليم هى مصنع المواهب والنجوم لكن كل موهوب يجد فرصته بسهولة ربما ولن يحتاج إلى عناء الانتقال إلى قلب العاصمة لكى يعبر عن نفسه.
إنه هم يؤرق كل المصريين لماذا مكتوب عليهم الانتقال للقاهرة من أجل اقتناص الأشياء ولا تأتى الأشياء فى الأقاليم كان حلما أن تحقق الثورة طموحاتهم لكنها لم تفعل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
علي السيناوي
فعلا الأقاليم تملك العديد من المواهب
ياريت الناس والمسئوليمن يسمعو كلامك
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن محمود
أبدعت با أستاذ عبد الحليم
الأقاليم هى مصنع المواهب والنجوم
عدد الردود 0
بواسطة:
نهي عباس
لا أتفق معاك في نقطة الأقاليم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد فوزى
اصبت كبد الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
abdelaal
السلطة حلوة الرضاع مرة الفطام
عدد الردود 0
بواسطة:
ali abady
كلام جامد اوى