جميعنا يعرف الإعلان المشهور لإحدى ماركات العصير والمعروف بإعلان الكائن البيضوحباطى، ذلك الكائن السخيف والقادر على إثارة الإحباط فى الأجواء وإشاعة حالة مركبة من كلمتين هى البيض - الإحباط، ولا أعرف لماذا أصبحت أستدعى هذا الإعلان كثيراً فى ظل سيطرة الكائنات البيضوحباطية على المشهد بذكورهم وإناثهم، وهى السيطرة التى جعلت الكثيرين منا يدارون ويبتعدون عن المشهد لمراقبة أفعال تلك الكائنات، وقدرتها العجيبة على التناسل السريع وإفراز كم كبير من الإحباطات والفوضى ورائحة الموت التى باتت تحكم الشارع المصرى فى ظل سيطرتهم، ومحاولاتهم لنشر حالة «البيضوحباط» فى البلد.
ولكن يبدو أن تلك الكائنات لم تكتف بتأثيرها الداخلى، وقررت أن تذهب إلى الخارج ليعرف العالم تأثيرها الحقيقى والممتد، ويدركوا حجم التحول الذى لحق بالمجتمع المصرى لذلك لم أستغرب عندما سمعت وقرأت عن واحدة من إناث «البيضوحباطيين» والتى اختيرت من قبل مسؤول جماعتها الحاكمة لترأس الوفد الرسمى المصرى، وبالطبع كانت فرصة عظيمة للمرأة البيضوحباطية لتثبت للعالم كيف تطورت المرأة المصرية، والتحول الذى أصاب القيادات النسوية فى مصر.
ولم تكتف السيدة برئاسة الوفد فقط بل قررت أن تكون لها الكلمة الأولى والأخيرة حيث أفاضت واستفاضت فى دور المرأة وأهمية أن تكون كتفاً بكتف بجوار الرجل إذا اضطرتها الظروف ويفضل ألا تفعل، وتغزلت فى المرأة الفلسطينية، مشددة بالتأكيد على الدور الذى تقوم به هى وبنى جنسها من «البيضوحباطيين» من أجل إعلاء شأن المرأة، وسن قوانين تعود بها إلى ما قبل عصور التخلف ضاربين عرض الحائط بكل ما أنجزته المرأة المصرية، وما اكتسبته رائدات الحركة النسوية المصرية من حقوق بعد نضال طويل دفعن ثمنه غاليا، ولم يصدق ممثلات جميع الدول واللائى كن يجلسن داخل القاعة، أن تلك المرأة «البيضوحباطية» هى ابنة مصر، وتساءلوا كيف تكون امتدادا لهدى شعراوى ونبوية موسى وملك حفنى وسهير القلماوى وغيرهن كثيرات، ولم يصدق الجالسون ما يسمعون، وأخذوا يضربون كفا بكف لذلك شعرت النسوة المتمردات على الكائنات البيضوحباطية بالخجل الشديد ووجدن أنفسهن فى موقف لا يحسدن عليه، خصوصاً أن النظرات باتت تتنقل ما بين تلك المرأة التى تلقى الكلمة وبينهن، فمن يمثل المرأة المصرية حقا؟ ومن يعبر عنها هل المرأة البيضوحباطية - الممثل الرسمى - أم الدكتورة آمنة نصير والسفيرة ميرفت التلاوى وفاطمة خفاجى؟ ولم تكتف السيدة بالموقف السخيف المحبط الذى ظهر عليه الوفد المصرى، بل أصرت أن تكمل المشهد بنفس طريقة أهلها وعشيرتها من البيضوحباطيين، حيث أكدت كم كان المشهد جميلاً، ولم ينسحب أحد؟ وكيف خطفت أنظار الحضور بكلماتها المؤثرة عن المرأة المصرية، ونظرت نظرة كائن بيضوحباطى متمكن مع ضحكة ساخرة شريرة: «أحترم من انتقدنى ولكن أختلف مع الأصوات الساخرة أو المهاجمة» وذيلت جملتها بأن هناك حالة تربص بنا أرجوكم اتركوا «البيضوحباطيين» يعملون فى سلام ويأخذون المجتمع والمرأة إلى نهضة حقيقية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة