تتوالى الأحداث السياسية فى مصر لتؤكد لنا جميعاً، أننا مازلنا لم ننجح فى سنة أولى ديمقراطية، بالرغم من مرور عامين على ثورتنا العظيمة، التى كانت من أهم سماتها السلمية والترفع عن المغانم الحزبية والفئوية الضيقة، ومانجحت هذه الثورة إلا من خلال تبنى كل الفصائل السياسية لها. لكن للأسف بعد دخول رفقاء الأمس معترك الديمقراطية، وتنافسوا على الصناديق الانتخابية، بدأ الشقاق والخلاف يدب بين مناضلى التحرير بمختلف اتجاهاتهم، وهذا الأمر إذا استمر فى حالة المنافسة الشريفة لكان علامة مضيئة، لأن من حق كل فصيل أن يسعى للسلطة وينافس عليها، ولكن للأسف بعد أن فشلت بعض الفصائل السياسية فى الوصول لما تهدف له، بسبب ضعف شعبيتها، وانقطاع جذورها بالشارع المصرى، لجأت لأساليب غير ديمقراطية وعلى رأسها الانقلاب على الشرعية، من خلال إشعال الشارع بالعنف وتهديد مؤسسات الدولة، وتوفير الغطاء للجماعات الإرهابية المتطرفة مثل البلاك بلوك وغيرها، بل والرفض المستمر للحوار الذى هو أهم الوسائل للالتقاء وتذويب الخلافات بين الأطراف المختلفة، ووضع شروط تعجيزية وفرض رؤية أحادية من أجل إتمام الحوار، وبالطبع هذه لغة شاذة لم نسمع عنها فى أى من الأجواء الديمقراطية للأسف.
وعلى الجانب الآخر علينا كإسلاميين أن نعترف بأنه كان بإمكاننا استيعاب الخلافات، من خلال بعض التنازلات التى لا تضر المبادئ والأهداف التى ترتبط بمشروعنا الإسلامى العظيم، وألا نستجيب لأى استفزاز حاول الطرف الثانى فرضه علينا، وعلى كل حال نحن بهذه المواقف المتصلبة نستنزف جميعاً هذا الوطن، وأصبحنا سببا لانكساره، لذا علينا الآن جميعا أن نبحث فوراً عن مساحات توافق تخرجنا من متاهة الفرقة التى ستطيح بالجميع، وتزيد من نزيف الوطن، وعلينا أن نعتصم بحبل الله وحب مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة