سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فى أحد أدعيته: «اللهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها». إن هذا الدعاء يطلب من الإنسان المسلم أن يستفيد من العلم فى موطنه أى فى موضعه المناسب بحيث تتحقق الاستفادة الكبرى وإن أمكن الاستفادة المثلى فيصل الفرد إلى القرار الصائب والسلوك السليم. وهذا يضمن النجاح فى ما يسعى إليه الإنسان.
ويحذر الدعاء النبوى من أن ينحى الإنسان العلم جانباً ويتصرف بجهل فتتحقق الخسارة وهذا الأمر ينطبق على الدين والسياسة. فكثير من الأمور والشؤون يتم التصرف فيها طبقاً للهوى والنرجسية بعد تنحية العلم والمعرفة التى تشتمل على تجارب الآخرين. ومثل هذا السلوك يؤدى إلى أضرار وخسائر للذى هجر العلم واختار الهوى وبالتالى تمتد الخسائر للمجتمع المحيط به. أما عدم خشوع القلب الذى يشير إليه الدعاء النبوى فهذا بلاء مرعب لأن القلب الذى لا يخشع هو قلب شبه ميت، هو قلب ميت فعلاً عميت بصيرة صاحبه على أن تشعر وتحس بالعظمة وبالقدرة الإلهية فهو جسد فقط لا أثر للروح فيه. وهذا الصنف من البشر قادر على ارتكاب أكبر الجرائم دون أن يهتز له جفن وصاحب هذا القلب الذى لا يخشع ولج إلى الغضب الإلهى. وتلك النفس التى لا تشبع هى نفس بها شراهة وأنانية ولديها المقدرة على الاستيلاء على حقوق الآخرين إنها أشبه بالأرض البور التى تبتلع كل ما يسكب فيها من مياه وتريد المزيد. إن صاحب هذه النفس المدمرة هو أشبه بمن يشرب ماء البحر ولكنه لا يرتوى أبداً. ما من إنسان إلا وهو يتمنى أن يستجاب دعاؤه ولكن عندما لا يستجاب فهذا يعنى أنه قد قام بأفعال تحجبه عن السماء وتمنع الغيث عن النزول. نرجو من الله أن يحمينا من كل هذه النواقص. أمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة