أكدت أميرة عبد السميع استشارى برامج التربية، ومحاضر بجامعة المنصورة، أن آباء الأطفال الموهوبين دائما يمتلكون صورة مثالية نمطية للطفل الموهوب، وكأنه كائن خارق، متفوق فى كل شىء، فيضعون توقعات عالية لأدائه فى جميع المجالات، وهذا من أكثر الأخطاء التى يقومون بها، لأن الطفل الموهوب ليس بالضرورة أن يكون موهوبا فى كل المجالات، وفى كل الأوقات.
وتقول عبد السميع، أن الآباء يجب أن يدركوا عدم التناغم فى نمو الطفل الموهوب، وأن هناك فجوة بين نموه العقلى ونموه الاجتماعى والعاطفى، وبسبب تفوق قدراته العقلية، وحساسيته المفرطة، يصبح لديه عالم داخلى خاص وفريد، ويبدأ يسأل أسئلة عن أسرار الكون والذات الإلهية، وأمور مجردة، ما يجعل مهمة الوالدين أكثر تحديا وصعوبة.
مشيرة إلى أن هذا يثير القلق فى نفوس الآباء، وخصوصا أن هذا النوع من التفكير يصاحب مرحلة المراهقة وليس الطفولة، وعلى الآباء أن يفهموا أن الطفل الموهوب يجمع بين عدة أعمار فى آن واحد، فقد يكون عمره الزمنى 7 سنوات، وعمره العقلى 12 سنة وعمره الاجتماعى 5 سنوات، ومن الطبيعى أنه إذا لم يفهموا هذه التركيبة الخاصة لسيكولوجية الطفل الموهوب، فإن التعامل معه سوف يكون صعبا ومتعبا.
وأضافت أميرة أن تشجيع الطفل الموهوب على السعى للتميز لا للكمال، والمقصود بذلك هو مساعدة الطفل للوصول إلى أقصى ما تسمح به قدراته دون ضغط أو وضع توقعات عالية جدا، وكأنه كائن خارق حتى لا يؤثر ذلك على تقديره لذاته، لأن مسألة تقدير الذات المتدنى هى إحدى شجون الطفل الموهوب وهمومه.
لذا من المهم تعويده على التعامل مع الإحباط، والبعد عن الحرص الشديد على الكمال، وعلى تقبل أخطائه، وإدراك أن الخطأ هو جزء من الخبرة الإنسانية الواسعة فى الحياة.
على الآباء الاهتمام بتنمية الذكاء العاطفى للطفل الموهوب، ويمكن للأسرة أن تعمل على ذلك عن طريق توفير المناخ العاطفى الملائم فى الأسرة الذى يساعد الطفل على التعامل مع مشاعر الإحباط والفشل، والقدرة على التعبير عن مشاعر الغضب، وتحسس مشكلات الآخرين، وبناء علاقات اجتماعية سليمة مع الآخرين.
أيضا على الآباء أن يدركوا أن الطفل الموهوب هو طفل أولا وموهوب ثانيا، وينبغى على الآباء عدم حرمان الطفل الموهوب من طفولته، وإعطائه الفرصة كى يعيش مثل غيره من الأطفال، فهو بحاجة إلى تلبية بعض الاحتياجات كاللعب والمرح واللهو، لأن الطفل الموهوب له احتياجات جسمية وعاطفية واجتماعية مثل بقية الأطفال حتى لو كان مستوى تفكيره يسبقهم بأعوام. وعند توفير الجو المناسب فى الأسرة لرعاية موهبته يجب أن يكون ذلك بعيدا عن ممارسة الضغوط الأسرية، التى تفرض سياجا من القيود حوله.
ومن الضرورى على الآباء أن يدركوا أن الطفل الموهوب "يرى أبعد، ويشعر أعمق، ويعرف أكثر من أقرانه "، وأن يقبلوا فكرة أنه من الطبيعى أن يكون مختلفا عن بقية الأطفال وأن يتذمر من الروتين المدرسى الممل، وأن يعتبر الإذعان والقبول نوعا من الإذلال النفسى، وأن يميل إلى مصاحبة من هو أكبر منه سنا، فهو يبحث عن التعقيد والإثارة والتحدى، ولذا يجب ألا يتعاملوا معه على أساس معايير الطفل العادى، وأن يدركوا أن اختلافه هذا لا يعنى أنه شاذ.
الطفل الموهوب ليس خارقا.. لكنه يرى أبعد ويعرف أكثر من أقرانه
الجمعة، 01 مارس 2013 04:10 م
أميرة عبد السميع استشارى برامج التربية
كتبت نهى عبد النبى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة