هانى صلاح الدين

القوى السياسية وتصحيح المسار

الأربعاء، 06 فبراير 2013 12:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح واجباً على جميع القوى السياسية فى مصر، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، بعد مرور عامين على ثورتنا العظيمة، أن نقف جميعاً لنقيم أداءنا السياسى فى المرحلة الماضية، والذى شابه الكثير من الأخطاء، وعلينا أن نعترف بهذه الأخطاء، ونصحح المسار، فى المرحلة المقبلة، فالرجوع للحق فضيلة، والعدول عن الانعواج بداية لبناء حياة ديمقراطية سليمة.

ولا يستطيع أحد أن ينكر أن الممارسات السياسية الخاطئة، للقوى السياسية والأحزاب، أصابت الكثير من المصريين بالإحباط، بل واليأس من الخروج من المأزق الذى زج بنا فيه، وتسربت للكثير أيضاً روح الكراهية للنخبة التى يخرجون عليهم، فى وسائل الإعلام، الذين لعبوا دوراً بارزاً فى توسيع الفجوة بين الأطراف المتنازعة، وعمقوا الخلاف بين أبناء الوطن الواحد، وهنا لا أستثنى طرفاً فى المعادلة السياسية، فالكل مخطئ، والكل عليه أن يراجع نفسه فوراً قبل أن يكفر الشعب بنا جميعاً ويتحول الأمر إلى فوضى لن ترحم أحدا.

وأنصح قيادات جبهة الإنقاذ التى خسرت، خلال الفترة الماضية، الكثير من قوتها فى الشارع المصرى، وتراجع تأثيرها فى الشارع، بأن تقف لتقييم أدائها، ولعل ما تعرض له حمدين صباحى أثناء تشييع شهداء الغدر والاغتيال السياسى محمد الجندى وعمرو سعد، من إهانات من قبل أسر الشهداء واتهامه بالمتاجرة، وأيضاً الحملة الشرسة على صفحات التواصل الاجتماعى، ضد باقى رموز الجبهة وعلى رأسهم د.البردعى وعمرو موسى، وتراجع ثقة المصريين فيهم واتهامهم بخراب مصر، ولعل ما أظهرته «بى بى سى» من حقائق هذا التراجع، حتى ولو كان من خلال عينة صغيرة من خلال برنامج إخبارى، يجعلهم جميعاً يعيدون حساباتهم، ويبحثون عن أساليب جديدة، ويجمدون ولو لفترة وجيزة، أسلوب التظاهر الذى ينتهى الآن دوماً بأحداث عنف دامية.

وحتى أكون منصفاً فعلى التيار الإسلامى أيضاً وعلى رأسهم جماعة الإخوان، التى أتشرف بالانتماء لها، أن نراجع أنفسنا، ولا نعالج أخطاء غيرنا بأخطائنا، ونبدى مزيدا من المرونة فى الحوار الوطنى، فنحن أولى أن نقدم النموذج والقدوة، كما أطالب الرئيس بالحسم فى القضايا المتعلقة بدماء الشهداء، والتصدى بكل قوة لمن يتلاعب بأمن الوطن، ولا يتهاون مع من يحاول أن يمس مؤسسات الدولة، أو من يتعدى من رجال الشرطة، الحدود القانونية مع المواطنين، فنحن نريد أجهزة أمنية محترفة، حاسمة بدون خروقات للحقوق الإنسانية والقانونية، كما نتطلع جميعاً لقرارات جريئة فى ملف العدالة الاجتماعية، وعلى رأسها الحد الأدنى للأجور، والضرائب التصاعدية، وإن كنت أرى أن الرئيس بدأ الخطوات فى هذا الملف، من خلال زيادة المعاشات بنسبة 20%، وأعلم أنه يخشى الله فى شعبه، إلا أننا نحتاج للسرعة فى الإنجاز والحسم فى الأداء.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة