مصر هى فجر الضمير، ومنبع للحضارات، وحاضنة للثقافات، وحامية للأديان، وحافظة للتدين، قبل نزول الأديان السماوية، لم ترد زائراً ولم ترفض ضيفًا، بل قبلت كل من يأتى إليها مقيمًا حتى الغزاة صهرتهم ودمجتهم، فثلاث هجرات جماعية وأكثر من خمسين غزوة حربية جاءوا إليها فعشقوا هواها وذابوا فى هويتها، ولذا فقد أضفت مصر على المسيحيين والإسلام من خلال تدين أبنائها روحا مصرية قد تأثر بها الإمام الشافعى عند قدومه إليها، وأصبحت العلاقة الإسلامية المسيحية بين أبنائها مميزة ورائدة على مدى ألف وخمسمائة عام مهما اكتنفها من مشاكل ومهما اعتراها من عقبات، فأصبحت وحدتها الوطنية من أهم مقوماتها الراسخة والعميقة، مما جعل هذه الوحدة هدفًا استراتيجيا لكل أشكال الاستعمار قديمه وحديثه.. وإذا كانت هناك مؤامرات معلنة أو غير معلنة لتفتيت هذه الوحدة واختراقها حتى تكون ضربة ضد مصر فى مقتل، فللأسف الشديد كثيراً ما يتطوع ويتبرع بعض من يعيشون على أرضها ممن ينتمى إليها أو من يكون عابراً على هذا الانتماء إلى انتماءات أخرى، حتى يعطوا الفرصة لتلك المؤامرات أن تلعب دورها لتحقيق أغراضها، فهل يعقل ونحن فى هذه الظروف الاستثنائية والخطيرة التى تهدد سلامة الوطن حيث هذا التفتت وذاك التشرذم الذى أوقف مسار الثورة حتى أوشكت على الضياع بعد اختطافها من فصيل بذاته تحت ادعاء الصندوق الذى لا يمثل غير الجانب الشكلى من الديمقراطية التى يعتبرونها كفراً، أن نرى السيد نبيه الوحش فى قناة الحافظ ومن قبله السيد صفوت حجازى الذى يركب موجة الثورة عند اللزوم ويصبح زعيم التيار الذى يتصدى للثورة عند الطلب، أن يعلنا أن الكنيسة وقداسة البابا تواضروس الثانى من يقف وراء ما يسمى بجماعة البلاك بلوك؟ ماذا يقصدون ونحن فى هذا التوقيت الخطر الذى يتبادل فيه كل الأطراف الاتهامات بالعمالة والخيانة وتهديد الوطن والمواطنين؟ ما هدف ذلك الاتهام فى ضوء تلك الجماعات المقابلة مثل حازمون وغيرها التى تهدد من يخرج عما تريد؟ وكيف يكون الحال وهناك ما يسمى بجماعة الوايت بلوك الإسلامية وغيرها من التنظيمات الإسلامية التى أعلنت أنها ضد البلاك بلوك؟ هل يعنى هذا أن يكون هناك صدام بين تنظيمات تتهم الأقباط أنهم وراءها وبين أخرى إسلامية؟ وماذا سيبقى لمصر بعد ذلك؟ وهل الحكم الإسلامى الذى لم يبدأ بعد ولم يقم بعد يرى أن علاقته بالآخر الدينى تتم على هذا المستوى وبهذا الشكل؟ وهل يتصور هؤلاء أن إقصاء الآخر هو فى صالح الإسلام الذى يجب أن يقدم باعتبار أنه يقبل الآخر وهل هذا فى صالح تجربة الإسلاميين الذين لم يحاولوا إعادة التوافق الوطنى حتى الآن حتى تنجح؟ وما الأدلة على ذلك الاتهام؟ وكيف تكون هذه الاتهامات خصوصًا لشخصية مثل البابا تواضروس وهو شخصية مصرية وطنية يعلن دائمًا وهو يصر على ذلك بأنه والكنيسة لن يعملا بالسياسة لأنها ليست من مهامه؟ وما رودو الفعل وما النتائج المترتبة على هذا الاتهام الأهوج المرسل غير الموثق الذى يزيد الفرقة ويكدس الانقسام ويهدد الوطن؟ فمن يملك الدليل يا سادة فليقدمه ضد أى من كان اسمه أو لونه أو موقعه، فمصر أهم من الجميع، ولكن أن نخلط الأوراق ونربط بين قداسة البابا وبين بعض الكهنة الموتورين الذين يصدرون نشرة باسم الكتيبة الطيبية لا علاقة لها بالمسيحية ولا بقيمها ولا بأخلاقياتها، ولكن لها صلة بهؤلاء الذين يريدون زعامة كاذبة وبطولة زائفة ويتاجرون تحت اسم مشاكل الأقباط لمداهنة الداخل ولمغازلة الخارج، فهذا غير ذاك، وأعتقد أن قداسة البابا بمنهجه الروحى وبفكره الوطنى التوحدى سيكون له موقف ضد هذه الإصدارات التى تضر ولا تفيد، فكفى تطرفا وكفى تعصبا وكفى رفضا للآخر، فمصر ليست لفصيل واحد، ولا لدين واحد، ولا لجماعة واحدة، ومصر قوتها وتقدمها ونجاحها لن يكون بغير كل المصريين.
عدد الردود 0
بواسطة:
الوطنية
الوحدة الوطنية
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال
كفى مغالطات
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء عبده بهجات
الوطن والمواطن
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الصعيدي مصري حر
اللهم احفظ مصر من كل شر
عدد الردود 0
بواسطة:
رد واجب
احادية التوجه دون تفكير او تحليل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
و ماذا عن؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود على
الى رقم 5
عدد الردود 0
بواسطة:
جبارة
كلام جميل