الإفلاس السياسى يدفع فى بعض الأحيان، القوى السياسية إلى الانتحار، من خلال الغرق فى أعمال بعيدة كل البعد عن الأجواء الديمقراطية، ولعل ما شهده الوطن من أحداث عنف غير مبررة خلال المرحلة الماضية، والمحاولات المستمرة للنيل من الشرعية، والخروج على الطبيعة السلمية لثورتنا العظيمة، والزج بالوطن فى بحور الدم، خير دليل على أن بعض قوى المعارضة بعد فشلها، فى إقناع الشارع المصرى بما تسعى له من أهداف، قررت حرق البلد.
بل ومعاقبة كل قوى المعارضة التى تؤثر على مصلحة الوطن، وتحكم ضميرها الوطنى، وتنحاز للتعقل فى تحركاتها السياسية، وترى أن الحل الأمثل فى لغة الحوار، وتقريب المسافات بين الفصائل السياسية، ولعل خير دليل على ذلك ماحدث مع حزب غد الثورة، الذى يتزعمه السياسى المحنك أيمن نور، والذى دفع من حريته ثمنا باهظا لمواقفه ضد النظام السابق الفاسد البائد، حيث قامت مجموعة من متطرفى البلاك بوك، بحرق مقر الحزب، وذلك لإرهاب أى قوى معارضة تحاول أن تنخرط فى العملية السياسية، أو تذهب لأى استحقاقات انتخابية.
إنها محاولات إجرامية لفرض أجندة تيارات عنفوية، على المجتمع المصرى، وتزج بنا فى مزيد من الانهيارات الاقتصادية، والمتاهات السياسية، ليستمر مسلسل الفوضى الذى استهدفه نظام مبارك، الذى نجح فى خداع بعض قوى المعارضة، وتوظيفهم لتنفيذ ما يريدون، مستغلين تطلعات بعضهم للوصول للحكم، بالرغم من ضعف شعبيتهم، وقلة مؤيديهم ورغبة هذه القوى المعارضة لتكثير عددهم.
وليعلم هؤلاء جميعا أن إرادة الشعب ستكون الغالبة بإذن الله، وسيذهب عشاق هذا الوطن وثواره إلى استكمال مؤسسات الدولة، وسيخرج الشعب المصرى لصناديق الانتخابات، ولن تثنية هذه القوى الفوضية عن مواصلة طريق الكفاح، «وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة