كلما تأتينى الذاكرة بمشهد الرئيس وهو يفتح صدره فى ميدان التحرير.. تزورنى نوبة من الضحك كتلك التى تحدث حينما يظهر ثلاثى أضواء المسرح على شاشة التليفزيون، مع فارق بسيط جدا.. أن الضحكات الناتجة عن مشاهدة ثلاثى أضواء المسرح، تسعد القلب، بينما الضحكات الناتجة عن مشهد الرئيس وهو يخلع الجاكتة فى محاولة لإخبار الناس بأنه شجيع السيما الجديد، تدمى القلب، وتصيبه بالوجع. الرجل الذى فتح الجاكيت، وتفاخر بأنه لا يرتدى قميصا مضادا للرصاص، هو نفسه الآن الرجل الذى لا يصلى إلا ومن أمامه حرس، ومن خلفه حرس، وعن يمينه حرس، وعن يساره حرس، وعلى أبواب المسجد الذى يصلى فيه عشرات الحراس، وتنشر له الصحف الأجنبية صورا وقت الصلاة، وهو زائغ الأعين والأبصار، وكأنه خائف دوما من شىء ما.
الرجل الذى فتح الجاكيت، وحاولت أن تصدّره جماعة الإخوان على أنه أمير الدهاء الذى خلص مصر من حكم العسكر، هو نفسه الرجل الذى ارتعدت أروقة مؤسسته الرئاسية من رد فعل الجيش على الشائعات التى نثرتها جماعة الإخوان، بخصوص إقالة اللواء عبدالفتاح السيسى، ولم تسعفه قلة حيلته، فى إخراج تمثيلية ذات حبكة درامية محترمة من أجل ترضية الجيش، فلجأ إلى لعبة التاجر المفلس، وبدأ يفتش فى دفاتره القديمة، ليخرج علينا بتصريحات رئاسية تقول (وجه الرئيس محمد مرسى رئيس الجمهورية، رسالة شكر وتقدير إلى السيد الفريق أول عبدالفتاح السيسى، أعرب خلالها عن شكره وتقديره لقادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة على ما قدموا من جهد متميز، لتأمين القمة الثانية عشرة لمنظمة التعاون الإسلامى).
رسالة الشكر الرئاسية للواء عبدالفتاح السيسى وأفراد القوات المسلحة مستحقة، ولو اتخذ العدل مجراه، لوجب على الرئيس المرتبك، أن يشكر القوات المسلحة فى الليلة آلاف المرات، بسبب موقفها من الحفاظ على شرعيته فى ظل الكوارث والاضطرابات التى تسود البلد تحت رعايته، ولكنها فى نفس الوقت محاولة سياسية خائبة لاحتواء غضب الجيش، والسبب يمكنك أن تلحظه فى النقاط التالية.
1- رسالة الشكر الرئاسية للجيش، جاءت متأخرة أكثر من 15 يوما عن موعدها، وهذا التأخير يقول من جانب أن كوارث البلد سببها فارق التوقيت، وحالة النوم التى تعيشها المؤسسة للدرجة التى تدفعها لتهنئة أو شكر أشخاص على أفعال مر عليها أكثر من 15 يوما، ومن جانب آخر، تؤكد أن خوف الرئيس من رد فعل المؤسسة العسكرية أخضعه لتقديم اعتذار، حاول تغليفه فى ثوب مختلف، ولكن حظه العاثر أنه اختار الثوب غير المناسب.
2- رسالة الشكر الرئاسية للقوات المسلحة بسبب جهودها فى تأمين القمة الإسلامية، اعتراف واضح وصريح من الرئيس محمد مرسى بأنه لم يتخلص من حكم العسكر كما تروج جماعة الإخوان، بدليل اللجوء الرئاسى المتكرر للقوات المسلحة من أجل تصريف الأمور السياسية والأمنية والاقتصادية للدولة.
3- رسالة الشكر الرئاسية للواء السيسى، اعتراف واضح وفاضح من الرئيس مرسى بعدم قدرته على حفظ الأمن والأمان فى شوارع مصر، وتأكيد على أن كل تصريحاته بخصوص عودة الأمن للشوارع، وعودة الداخلية لممارسة عملها بانتظام، تصريحات وردية لا معنى لها على أرض الواقع.
4- رسالة الشكر الرئاسية للواء السيسى على تأمين القمة الإسلامية، تؤكد أن رئيس مصر غير ماهر فى تقدير الأمور، ويوزع الشكر والمكافآت بغير حساب، فكيف يشكر أجهزته المكلفة بتأمين القمة الإسلامية، وأحداث القمة شهدت تعرض رئيس دولة – ضيف - هو الرئيس الإيرانى لمحاولات اعتداء بعضها كان بالأحذية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة