عبد الفتاح عبد المنعم

«العُمَرَان».. بائع البطاطا وابن الرئيس

الإثنين، 18 فبراير 2013 03:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أسبوع واحد لمع اسمان، حملا اسما واحدا هو «عمر».. الأول كان الصبى بائع البطاطا، والثانى عمر ابن رئيس الجمهورية.

كلاهما كان بطلا لقصص درامية، تصلح لأن تكون فيلما سينمائيا، أو مسلسلا تليفزيونيا، ولن يحتاج كاتب القصتين أى مجهود، لأن قصة كلا «العُمَرَين».. عُمر بائع البطاطا، وعُمر محمد مرسى، واقعيه %100، ولايوجد بهما أى خيال، فعُمر بائع البطاطا الذى قتل فى ميدان التحرير بطريق الخطأ، لم يكن سوى صبى صغير، يحلم بشىء واحد هو استغلال أحداث التحرير.. ليس لبناء قصر أو فيلا، أو لشراء سيارة، ولكن لكى يبيع يوميا قطع البطاطا للمتظاهرين فى ميدان التحرير، أو عشاق كوبرى قصر النيل، قبل أن يتحول إلى ملجأ للبلطجية وقطّاع الطرق.

لم يحلم عُمر بياع البطاطا بأكثر من حقه، وهو أن يعود لمنزله يوميا، ليبشر والده بأنه نجح فى بيع كل مالديه من بطاطا، لم يحلم عمر بائع البطاطا بوظيفة ميرى، أو عمل فى المطار، أو السلك الدبلوماسى، أو النيابة.. ففساد نظام مبارك المخلوع أجبره على الخروج المبكر من التعليم بسبب الفقر الشديد، وعدم تكافؤ الفرص فى عصر كان إذا سرق فيه القوى تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف، أقاموا عليه الحد.

هذا هو بطل الرواية الأولى «عُمر بياع البطاطا». أما بطل الرواية الثانية، فهو عمر محمد مرسى ابن رئيس الجمهورية، الذى تقدم فى وظيفة حكومية وميرى، والتى أصبح الالتحاق بها من رابع المستحيلات، وربما تحتاج لمعجزة إلهية.. فى زمن لم يعد فيه معجزات، ولكن مع ابن رئيس الجمهورية، كل المعجزات تتنزّل على كبار المنافقين من المسؤولين، الذين لولا أن عمر هو ابن الرئيس، لما تم قبوله، أو حتى تمت مقابلته!.. ولى سؤال هل لو كان عُمر بائع البطاطا عاش، وتقدم لعمل فراش فى المطار، هل كان سيقبل فى هذه الوظيفة البسيطة؟.. الإجابة: بالتأكيد «لا»، لأنه ليس بياع بطاطا فحسب.. بل لأنه ليس ابن الرئيس،وهكذا نجد كتائب المنافقين لم تتغير من زمن مبارك حتى زمن مرسى.

.. وعن «العُمَرين» أقول للجميع، إن ماحدث فى 25 يناير لم يكن ثورة ولايحزنون، بل هو انقلاب إخوانى على نظام مبارك، وظلت الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية كما هى، وظل عُمر بائع البطاطا فى الدرك الأسفل من النار، وعمر ابن الرئيس فى الدرك الأعلى من النعيم، ونقول للجميع.. حدثونا عن الفرق بين البطاطا والكوسة، قبل أن تحدثونا عن الثورة، والفلول، ومبارك المخلوع، ومرسى العياط.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة