ناصر عراق

هل نطمع فى فيلم مصرى عن مانديلا؟

الأحد، 08 ديسمبر 2013 06:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدرك تمامًا أن السؤال صعب، فكيف نحلم بإنتاج فيلم عن مانديلا، بينما نحن لم نقدم فيلمًا واحدًا عن سعد زغلول أو محمد فريد أو حتى طلعت حرب وشوقى أو يوسف وهبى وعبد الوهاب ونجيب محفوظ؟ وكيف يخطر ببالنا أن نرصد الحياة الثرية النادرة لزعيم أفريقى، فى الوقت الذى تنشغل فيه السينما المصرية بعبده موتة وأصدقائه؟

صحيح أن السينما الناجحة هى التى تستلهم أجواء البيئة التى تعمل بها، لكن صحيح أيضًا أن تسعى السينما إلى بيئات أخرى وشخصيات مختلفة لتحقيقها على الشاشة إذا كان بها ما يغرى، وأظنك تعرف أن المناضل الهندى غاندى قد وجد طريقه إلى الشاشة عن طريق السينما العالمية، وليس الهندية فحسب، كما أن مانديلا – الجنوب أفريقى - نفسه شاهد كيف تقمص سيدنى بواتييه ومورجان فريمان شخصيته فى أكثر من فيلم قدمتها السينما الأمريكية احتفاءً بتجربته الحياتية العريضة.
بصراحة.. علينا الاعتراف أننا فى مصر لا نهتم كثيرًا بتجسيد عظماء المصريين على الشاشة، فما بالك بالأجانب، ولولا حفنة من أفلام أنتجتها السينما عن بعض الشخصيات المصرية المهمة ما كان لنا نصيب يذكر فى هذا المجال، فهناك فيلم يتيم عن مصطفى كامل "أنتج عام 1952"، وآخر جيد عن سيد درويش "1966"، وفيلم متوسط القيمة عن طه حسين "قاهر الظلام 1978" وفيلم بائس عن أم كلثوم "2001"، وفيلمان عن جمال عبد الناصر "ناصر 56 وأنتج فى 1996، وجمال عبد الناصر عرض فى 2000".. الأول جيد جدًا، والثانى ضعيف جدًا!

لقد كان نيلسون مانديلا نموذجًا فريدًا فى تاريخ الإنسانية، وفى ظنى أن حياته العريضة "عاش 95 عامًا" فى حاجة لأكثر من فيلم، لما تحتشد به من أساطير مدهشة، فمرة مناضل ضد التفرقة العنصرية، ومرة سجين لمدة 27 سنة، ثم يخرج من السجن ليصبح رئيسًا للجمهورية، ثم يتعفف عن لذائذ السلطة، ويقرر هجرها، ثم يقود أبناء وطنه طلبًا لحق جنوب أفريقيا فى تنظيم كأس العالم وهو فوق الثمانين، ثم تنهمر دموعه حين تفوز بلده بهذا المجد.
إن عبقرية مانديلا تتجلى فى قيم الحب والعطاء والتسامح التى تحلى بها من أجل أن تسود فضائل السلام والتعاون والمسرة بين البشر، وهكذا أحب هذا الرجل النبيل الناس كلها، فأحبه الناس وحزنوا لفراقه، مثلما حزنت البشرية بأسرها لرحيله!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة