جامعات خارج معايير الجودة

احتفظت جامعة القاهرة بموقعها كواحدة من أفضل 500 جامعة على مستوى العالم فى عام 2013 فى الترتيب من 401 إلى 500 وفق التقرير الذى نشرته جامعة شنغهاى خلال شهر أغسطس حول ترتيب الجامعات عالمياً، وتقدم ترتيبها على المستوى العربى لتحتل المرتبة الخامسة بدلاً من السادسة فى تقييم يناير 2013، وتثبيت ترتيبها على المستوى الأفريقى عند المرتبة العاشرة.

واعتمد التصنيف على إجمالى أربعة مؤشرات وهى التأثير والحضور والامتياز والانفتاحية، وقسمت درجاتها حسب أهميتها، حيث حاز التأثير على 50% من الدرجة، حيث يقيس المؤشر جودة المحتوى الدراسى بالاعتماد على الروابط الإلكترونية الداخلية والخارجية التى يستقبلها دومين الموقع (مجال) من أطراف خارجية، حيث تدل على الآراء حول الجامعة وقيمة معلوماتها وجودة خدماتها، وغير ذلك من المعلومات.

على الرغم من وضع إحدى الجامعات المصرية على قائمة التصنيف العالمى للجامعات إلا أن هذا الترتيب لا يرضى طموح المصريين، وعلى الأخص أن مصر بها جامعات حدث عنها ولاحرج بعيدة كل البعد عن معايير التصنيف المحلية والعالمية، ومن هذه الجامعات على سبيل المثال جامعة أسوان، التى أنشأت دون وضع معايير لجامعة تحترم كرامة وعقول الدارسين.

عندما تنشئ جامعة أسوان كلية المصايد والأسماك وتخصص لها فصل ضيق للدارسين فى مبنى مهجور خال من التجهيزات، وهى فى حاجة إلى معامل خاصة لأنها كلية عملية، ولا يوجد بها سوى كراسى خشبية للطلاب ومراوح سقف لا تعمل، وما أدراك ما فصل الصيف فى أسوان، مما ينتج عنه حالات إغماء للطلاب شبه يومية من شدة الحرارة.

وأزيدكم من الشعر بيتًا، أن كلية الطب داخل الجامعة خُصص لها مدرج تحت السلم أشبه بالبدروم.

وهل تتصور معى عزيزى القارئ عندما تضع الجامعة ثلاث كليات فى مبنى واحد (كلية خدمة اجتماعية- لغات وترجمة- كلية الآداب)، ناهيك عن عدم توافر الخدمات التى تيسر على الطلاب تحمل مشقة الدراسة وخصوصا الخدمة الطبية.

نحن نشجع ونفتخر بإنشاء الجامعات بكل محافظات مصر، ولكن الأهم من ذلك هو وضع معايير الجودة العالمية نصب أعين الدولة قبل التفكير فى إضافة جامعة جديدة إلى قوائم الجامعات المصرية، الفائدة المرجوة من المؤسسات التعليمية لا تكون بالكم ولكن بما تقدمه تلك المؤسسات من خدمات وما تساهم به فى إعداد أجيال قادرة على النهوض بمصر وسط عالم يتقدم بسرعة مذهلة.