تتناول وسائل الإعلام المختلفة قضية الأدوية المغشوشة كل فترة على استحياء دون متابعة ردود أفعال المسئولين والجمهور، من أجل التعرف على حجم المشكلة وطرح سبل المعالجة التى تتبناها الدولة، وأجهزة الدولة التنفيذية، ويكون ذلك على وجه السرعة لأننا نتحدث عن صحة الإنسان المصرى الذى يعانى من مشكلات عديدة، أولها تلوث الهواء ومياه الشرب والأغذية المسرطنة، لم يكن من المنتظر أن يُحرم من العلاج الفعال الذى يساهم فى تخفيف معاناته من كم الأمراض التى تلاحقه، بسبب سوء مناخ البيئة المحيطة، وانعدام الضمير الذى أصبح سمة من يتاجرون بصحة البشر من الأموال الطائلة التى تأتى على حساب أرواح بنى الإنسان.
تتعدد سبل الغش فى الدواء بداية من نقص المادة الفعالة إلى تقليد الأدوية الأصلية بعبوات طبق الأصل التى تصل أسعارها فى بعض الأوقات إلى أرقام فلكية خاصة فى الأدوية التى تعالج الالتهاب الكبدى الوبائى، وأدوية المرضى الذين أجريت لهم زراعة كلى، بالإضافة إلى بعض أدوية التخسيس، كل تلك الأدوية المرتفعة الثمن، يتم تقليدها بأدوية مغشوشة لاستغلال حاجة المرضى إليها ولارتفاع سعرها الأصلى يتم بيعها للجمهور بأثمان أرخص من أثمانها الحقيقية، ولكنها لا تساعد على شفاء المريض لأنها أدوية مقلدة.
ماذا يفعل المسئولون عن الرقابة الدوائية عندما تشير الإحصائيات إلى أن إجمالى الأدوية المغشوشة يصل إلى 20% من إجمالى الدواء المنتج فى مصر، بل تأتى نسبة من هذا الدواء غير الصالح للاستخدام من الخارج، لأنه لا يجد رقابة تمنع دخوله وتداوله.
وإذا كانت الجهات المسئولة تعلم أن نسبة كبيرة من الدواء المغشوش تصل إلى 60% تصنع داخل مدينة فى محافظة الدقهلية، لماذا لا نتحرك لإنقاذ صحة ملايين المرضى.
إذا كنا نسعى إلى وجود أجيال جديدة تدين بالولاء والانتماء للوطن، فأول ما تسعى له الحكومة هو المحافظة على صحة المواطن، وإذا كان لدينا جهات رقابية على إنتاج الدواء فى مصر، فيجب تفعيل دورها، وعمل تفتيش واسع النطاق على مصانع الأدوية والصيدليات، وواردات الأدوية من الخارج، والكشف عن نسب المواد الفعالة فى كل دواء حتى نتأكد أنه يساهم فى شفاء المريض وليس إلحاق الضرر به، فالقضية خطيرة وتستحق أن تتناولها وسائل الإعلام وتغوص فى أعماق هذا العالم المحاط بمافيا الأدوية، وعلى الجهات القانونية إصدار القوانين الرادعة التى تحمى مرضى مصر من أناس انتزعت من قلوبهم الرحمة وسيطر على نفوسهم جلب الثروات ولو على حساب أرواح العباد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة