الدستور.. الإخوان.. العنف.. الإرهاب.. القانون.. الخيانة.. الشرطة.. الثورة.. الانتخابات.. الطابور الخامس.. العملاء.. أمريكا.. الجيش.. الأسلحة.. القتيل.. المقتول.. الشهيد.. الاعتصام.. الإضرابات.. المظاهرات.. الدين.. الفتوى.. الدم.. الحرام.. الحلال.. الجزيرة.. الإعلام.. البرد.. الثلج.. المطر هل هناك من كلمات نسيتها من بين كل ما تتداوله الأقلام، والألسن، والشاشات، والبشر فى مصر ولا تتناول شيئاً غيره من تعبيرات أو مواضيع.. لا أظن فالقارئ والمستمع والمشاهد لا يقرأ ولا يشاهد ولا يسمع إلا هذه الكلمات وما يدور حولها من موضوعات، وكأن الشعب كله لا هم له ولا حديث لديه إلا هذه الأمور والتعبيرات، وقد يكون جزء من الشعب لديه جزء من الاهتمام لبعض الوقت بهذه الأمور ولكن بالتأكيد ليس كل الشعب لديه كل الوقت كل الاهتمام، أو التركيز حول هذه التعبيرات. ولهذا فإن كنت من بين الجزء من الشعب الذى يهتم الآن بهذه التعبيرات فخذها من قصيرها ولا تكمل قراءة هذا المقال لأنى لن أتحدث عما تهتم به، أما وإن كنت من بقية الشعب الذى يريد أن يعيش وطلعان روحه فأهلاً بك، استمر فى القراءة لأن ربما تنضم إلىّ فى دعوتى التى اتخذت لها عنوان الشعب يريد الرصيف. نعم الشعب يريد الرصيف وما أدراك ما الرصيف، أيها المصرى الذى لا يعرفه ولا يعرف قيمته فى الحياة ولا معناه ولا دلالته.
وتعالى أقولك يا محترم إن الرصيف فيه الحق وفيه السلامة، وفيه القانون، وفيه الدولة، وفيه الدستور، وفيه الصحة، وفيه الجمال، وفيه الرحمة، وفيه الثقافة... تقولى إزاى أقولك.. الرصيف حق للسائرين، وللسيارات، وللمواطنين، والمواطنات، ليجدوا مكاناً فى هذا البلد المعجون فى بعضه وسلامتهم ترتبط بوجود رصيف يفصل بين هذا وذاك، وهو الوسيلة القانونية فى دول العالم المتقدم لإثبات خطأ السائق أو السائر فى حال الحوادث لا قدر الله، فلو حضرتك ماشى على الرصيف لك كل الحق فى السلامة من السيارات، ولو حصل غير كده ودهستك سيارة لا قدر الله وأنت مش على الرصيف القانون ينصف السيارة وأنت تروح فى داهية. فى الرصيف هيبة الدولة لأنه ملكية عامة تشرف عليها الدولة، وبالتالى ففى دول العالم المحترمة أى اعتداء على الرصيف اعتداء على الدولة شخصياً، وبما أن كل الدساتير تنص على حماية الدولة لرعاياها يصير الرصيف وحمايته جزءاً من مسؤوليات الدولة وحق أصيل للرعايا. فى الرصيف الصحة لأهل البلاد لأن أيضاً دول العالم المحترمة يستخدم المواطنون فيها الرصيف للتريض والجرى أحياناً من أجل اكتساب لياقة بدنية. فى الرصيف الجمال لأن أرصفة الدول المحترمة تنم عن جمال وتنسيق وزراعة وورود هنا وهناك، وأشجار تظلل الناس فى الحر، ومظلات تقيهم من المطر. فى الرصيف رحمة فعليه يشعر العجائز والأطفال وغيرهم من أهل الأمراض والعاهات بالأمان، ويستندون فيه على دكة أو مقاعد تضعها الدول المحترمة لمواطنيها ليستريحوا وينتظروا المواصلات العامة. فى الرصيف ثقافة ففى الدول المحترمة يجلس المواطنون شبابهم وكبارهم وأطفالهم يمسكون بكتاب أو رواية أو جريدة أو حتى موبايل يقرأون فيه فى انتظار المواصلات العامة أو موعد. وهأنا قد قلت لسيادتك بعضا من بعض معانى الرصيف وقيمته فى دول العالم المحترم، فهل كنت تعرفها أيها المواطن المصرى الشقيق؟!. لا أظن، فالمواطن المصرى منذ عقود لم يعد يعرف معنى أو قيمة للرصيف كما يعرفها أى مواطن فى أى دولة محترمة، بل وقد تفاقمت الأزمة والجهل بقيمة الرصيف أكثر وأكثر منذ اندلاع أحداث يناير 2011، وإن كان الرصيف فى العالم المحترم يمثل كل ما أشرت إليه من وظائف فإن الرصيف فى مصر يمثل القبح والجهل والظلم وعدم تكافؤ الفرص والبلطجة، وضياع هيبة الدولة وفرص لاختلاس المال العام والمحسوبية، والعشوائية وأكثر بكثير فقد أرص لحضرتك قائمة طويلة جدا من الصفات الوحشة الحقيرة لتلصقها بمصر فى حالة غياب رصيفها. فقد صارت شوارعنا بلا أرصفة تماماً احتلتها السيارات لتركن عليها وأصحاب الأكشاك والباعة الجائلين وخوازيق الحديد وكثير من لوحات الإعلانات، والشحاتين، والبلطجية، وكراسى المقاهى، والزبالة، والحيوانات الضالة، ولا مؤاخذة مخلفات البشر العضوية، وأشياء أخرى ما أنزل الله بها من سلطان ولا أمر، وأخيراً فالرصيف فى مصر وغيابه له قيمة واحدة أنه يساوينا جميعاً ببعض فى كوننا شعبا بلا رصيف.
منذ سنوات كان لى جارة طيبة تزوجت ابنتها وسافرت لأمريكا مصاحبة لزوجها وحين حملت وضعت توأم فسافرت لها أمها لترى أحفادها وعادت بعد شهور فالتقيتها وبعد السلامات قلت لها أكيد اتبسطت يا مدام فى بلاد العم سام المنظمة المرتبة، فقالت لى بالحرف الواحد «بلا قرف تصدقى عملولى مخالفة قال إيه علشان ماشية بعربية العيال فى الشارع مش على الرصيف.. قال إيه بعرض حياة الأطفال للخطر ياختى هو فيه زى مصر تجرى كده فى وسط العربيات»، أى والله العظيم قالت لى جارتى المتعلمة التى كانت تعمل مدرسة تلك العبارة وبجدية ليس فيها أى سخرية فنظرت إليها وقلت تحيا مصر، فظنت الأبلة أنى أؤيدها بينما للحق كنت أريد أن أخنقها ولكن للجيرة حق وللجهل حق فى هذا البلد. وربما أكون حكيت لكم قصة جارتى لتعرفوا وتتيقنوا من أن مرض شعب مصر قد استفحل بسبب الرصيف، وربما نحن الآن فى حالة الموت الإكلينيكى فهل من معجزة تهبط علينا من السماء لأجد كام نفر يقف معى عند أبواب الاتحادية أو عند مقر مجلس الوزراء ويعتصم مطالبا وصارخاً ياهووه ه الشعب يريد الرصيف، أم أنى سأقف وحيدة وربما سيرجمنى كل عابر سبيل على شاكلة جارتى القديمة، ويضربنى بالمداس أى الحذاء، ويقول دى مجنونة رصيف إيه هو فيه زى مصر أم الدنيا اللى بنجرى فيها فى وسط العربيات! ولكن مهما حدث فصدقونى مصر لن ينصلح حالها بالدستور ولا الرئيس، ولا مجلس الشعب، ولا الأحزاب، صلاح مصر ونجاتها أولا لو كان فيه رصيف... بس خلاص.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
طيب لما الرصيف ملكيه عامه الاخوان والثوار حيجيبوا منين طوب يحدفوه على الشرطه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الرصيف ايضا سبوبه حلوه بدون اى مجهود فالكل بيدفع مقابل مساحة وحجم فرشته الرصيفيه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
صاحب محل خردوات قال لى انه بياخد 30 جنيه يوميا مقابل فرشة تاجر فاكهه امام دكانه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
للاسف حتى الرصيف اصحاب المصالح لم يتركوه للشعب - سقف الاطماع وصل عنان السماء
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
Ashraf Said
Bravoooooooooooooooo
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الرصيف ايضا يعالج انعدام وجود دورات مياه فهو منقذ لمرضى السكر والبلهارسيا والتبول اللااراد
وطبعا الريحه فظيعه خلف كل سياره واقفه على الرصيف
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
بالفهلوه جعلنا العاصمه تستوعب 20 مليون بدلا من 5 مليون - ماذا تنتظرى من الفساد والعك
بدون