تظل العلاقات المصرية - الإماراتية فى تواصل مستمر ومحل اهتمام للشعبين الشقيقين، فالعمق التاريخى لهما لا يؤدى إلا إلى المزيد من الالتحام والتأصيل، خاصة أن عطاء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله تعالى، مؤسس دولة الإمارات، كان بلا حدود، وكان قدوة بين القادة العرب، الشيخ زايد عشق مصر بكل ربوعها.. وظل هذا العطاء مستمراً حتى بعد رحيله وعلى يد أبنائه بلا حدود أيضاً.. فهل أحد يمكن أن ينسى ما قدمه الشيخ زايد فى حرب أكتوبر 1973 - ولا يزال عطاء أبنائه فى شخص رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن زايد ولى العهد والقائد الأعلى للقوات المسلحة، فقد أثبتوا هذا الحب اللا نهائى فى مصر فى مساندة الشعب المصرى بعد ثورة 25 يناير وظل عونها ودعمها للشعب والدولة المصرية، لا ينقطع، وليس هذا غريباً عليهم لأنهم تربوا فى منزل الشيخ زايد نفسه واغترفوا من قيمه وتقاليده، أما بعد ثورة 30 يونيو فقد ظهر العطاء مكثفاً بعد أن اعترفوا بإرادة شعب مصر وأنها ثورة حقيقية لا جدال فيها ولا شك، وليست انقلاباً كما يروج البعض بل كانوا يقولون للعالم كله عن حقيقة ثورتنا المصرية وكأنهم يتكلمون عن أنفسهم، وكأنهم يدافعون عن قضاياهم.. وبكل شجاعة ووعى قدموا دعمهم وعونهم للثورة المصرية وللشعب المصرى فى وقت تخلت عن مصر الكثير من الدول الأوروبية وأمريكا.. ولهذا فحينما التقيت بسمو سفير دولة الإمارات العربية محمد بن نخيرة الظاهرى، منذ أيام، أحسست أنه رجل يحتفظ فى قلبه وعقله بما تركه الشيخ زايد من قيم وثوابت وقدوة تعيش فى وجداننا، استجمعت فى مخيلتى هذه التواريخ والأحداث منذ أيام، وهو مقيم فى القاهرة منذ أربع سنوات واحدا من أبنائها لا يحس بغربة أو اغتراب، هو من طراز نادر فى إنسانيته وعمق فكره واتساع رؤيته وبشاشته وصفاء مشاعره.. سفير الإمارات دبلوماسى شديد الثقافة فى جميع الاتجاهات، بدأ عمله كنائب لمدير القضاء العسكرى بعد حصوله على بكالوريوس القانون والإدارة العامة من جامعة الإمارات عام 1982، هو موسوعى المعرفة شارك فى كثير من المؤتمرات والمحافل الدولية وله حس وطنى ويرى أن مقولات الشيخ زايد هى أهم ميراث من حكمة الرجل ورجاحة عقله، فهو القائل: «لقد أدركنا منذ البداية أن الاتحاد هو السبيل لقوتنا وتقدمنا وهو الوسيلة لإسعاد المواطنين وتوفير الحياة الكريمة والمستقبل للأجيال». وكان سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان خير خلف لخير سلف فقد رحل حكيم العرب الشيخ زايد فى الربع الأخير من عام 2004 تاركاً ميراثاً ثابتاً لدولة قوية..
هذه القيم كانت حاضرة معى وأنا أشاهد احتفال دولة الإمارات بعيدها القومى بجوار برج الخليفة، شعرت أننى أنتقل إلى عالم من الخيال حيث نفذته كبرى شركات العالم فى فن الجرافيك والإضاءة، وهكذا تكون دولة الإمارات متطورة دائماً، وتشاهدها وكأنك بين عواصم أوروبا، أعرف إننا حين نشارك فى العيد القومى للإمارات إنما نحتفل بعيدنا القومى أيضاً يخطئ من يعقد أن 2 ديسمبر هو العيد القومى لدولة الإمارات، بل هو عيد قومى لمصر، وأنا أعتبره قدوة لأنه يحمل الكثير من المعانى والمفاهيم، وفى حضرة سفير الإمارات الذى تحس معه بالسمو والارتقاء، فإنه يحكى عن الأواصل الطيبة بين البلدين مصر والإمارات، عاش الرجل فى مصر قبل الثورتين 25 يناير و30 يونيو وبعدهما، وزاد حبه للمصريين ولمصر، فهو يعلم مدى حب الشعب المصرى للشعب الإماراتى. مثلما يحب الشعب الإماراتى شعب مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة