ناصر عراق

دستورنا الجديد والتشويش الثورى!

الإثنين، 02 ديسمبر 2013 06:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسنًا فعل أمس الأحد، السيد عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين المكلفة بكتابة الدستور، حين دعا أعضاء اللجنة إلى الوقوف إجلالا مع بدء عزف النشيد الوطنى لمصر، وذلك عقب الانتهاء من كتابة الدستور الجديد، إذ أنها إشارة قوية ودالة إلى تعزيز فكرة الدولة الوطنية، التى حاول الإخوان طمسها حين كانوا فى السلطة دون جدوى!

إن أهم ما فى هذا الدستور أنه يضع مصر للمرة الأولى، فيما يبدو، على طريق تأسيس دولة عصرية بالمفهوم الحديث، ويبقى بعد ذلك المهمة الأصعب التى تتمثل فى كيفية تنفيذ مواد الدستور على أرض الواقع، لأنك تعرف، وأنا أعرف، أن الكلام الحلو كثير وما أسهل أن يطلق ويقال، لكن المعضلة كلها تتمثل فى كيفية ترجمة هذا الكلام إلى أفعال، خاصة وأننا فى مصر نكابد أوضاعًا بالغة التعاسة والسوء تراكت بامتداد أربعين سنة على الأقل.

لعلك تلاحظ أن إحدى أكبر المشكلات التى نواجهها حاليًا تتجلى فى (التشويش الثورى) الذى اعترى كثيرًا من شبابنا، دعك من جماعة الإخوان وأوهامها، فأنا أتحدث عن أولئك الذين أسهموا بنصيب فى إشعال ثورتى يناير ويونيو، لكنهم مازالوا يخلطون بين الفعل الثورى وبين التظاهر (عمّال على بطال)، إذ أنهم نسوا أن الشعب المصرى بعد أن أزاح الإخوان من السلطة فى 30 يونيو الماضى أيد فى معظمه خريطة الطريق، وارتضى أن يعانق حظر التجول ثلاثة أشهر كاملة دون تذمر قانعًا بأن تواجه القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الإرهاب وتقضى عليه، لكن أصحابنا إياهم ظنوا أن أية مشكلة يمكن أن تطرأ من حكومة الببلاوى لا حل لها سوى الدعوة للتظاهر، بغض النظر عن طبيعة المشكلة وحجمها، الأمر الذى أدى إلى أن يقف الشباب الثورى خلف القضبان بتهمة خرق القوانين، وهو أمر مؤسف بطبيعة الحال، بغض النظر عن انتقادنا العنيف لقانون التظاهر!

إن ما يغيب عن هؤلاء الشباب يتلخص فى كونهم لا يدركون شيئًا عن (المزاج النفسى للجماهير)، وهو مصطلح ألح عليه زعماء ثوريون من قبل، إذ لا يمكن أن تنجح فى حشد الناس انتصارًا لقضية ما حتى لو كانت فى صالحهم، بينما المزاج العام لهؤلاء الناس لا يستجيب لأية دعوة بسبب إنهاك أو تعب أو يأس، والمصريون كما تدرك ظلوا ثلاثة أعوام يتظاهرون ويهتفون حتى انجرحت منهم الحناجر، فأسقطوا نظامين وسجنوا رئيسين فى زمن قياسى، ثم اطمأنوا إلى خريطة الطريق، طامعين فى حياة مستقرة رخية، بعد عذابات طالت وأحزان تفاقمت، فكيف تطلب من هؤلاء أن يخرجوا مرة أخرى للتظاهر فى قضية ليست خطيرة!

يا شباب الثورة.. ادرسوا جيدًا مزاج الناس، قبل أن تخسروهم، وليتكم تفرحون بالدستور الجديد، وتعملون على تمريره، عسى أن نستعيد البهاء المفقود لمصرنا الحبيبة، ونشيد دولة الحسن والجمال!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة