الدعاء فى الإسلام هو سلوك إيمانى حيوى وهام ومركزى فى العقيدة لأنه يربط بين العبد والسماء ورب الأكوان سبحانه وتعالى ويدل على اكتمال الإيمان فى الضمير والعقل بالمعبود جل جلاله ويحيى القلب ويحرك الوجدان ويأخذ الإنسان إلى دائرة القرب والثقة والأمل، كما أنه يقوده إلى قبلة الوجود كله، وهو الله القدوس سبحانه وتعالى، الدعاء هو سجود القلب لله سبحانه وتعالى والتسليم والخضوع له، كما أنه شاهد ودليل على وضع الأمر ونتائجه فى يد العزيز القدير جل جلاله، ثم الرضى بما يشاء به الله سبحانه، ولقد قال سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «الدعاء مخ العبادة»، وفى نص آخر قال عليه الصلاة والسلام: «الدعاء هو العبادة»، وهذا لأن هناك عبدا معترفا بأن له ربا عظيما حكيما يرعاه، وهذا الرب الكريم الرحيم يعطى من يسأله بما يكون فى صالح العبد وبما يخدمه فى الدنيا وفى الآخرة، وخير عباد الله سبحانه وتعالى كلهم قاموا بالدعاء راجين عطف الله وكرمه ورحمته وحمايته، فعلى سبيل المثال سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان دائم الدعاء فى ليله ونهاره. فمن بين دعائه صلى الله عليه وسلم: «اللهم الطف بى فى تيسير كل عسير فإن تيسير كل عسير عليك يسير، وأسألك اليسر والمعافاة فى الدنيا والآخرة»، ويوم معركة بدر الكبرى عندما وقف جيش المسلمين قليل العدد أمام الجيش الكبير لقريش المشركة وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع يديه إلى السماء وناجى ربه طالبا النصر فاستجاب الله العلى القدير لعبده ونبيه عليه الصلاة والسلام ونزل المدد من السماء مؤيدا الجيش الصغير للمسلمين وجاء النصر وفر العدو وهو يحمل على كتفيه الهزيمة والخسران.. أدعو الله يستجاب لكم فهو الرب المجيب والحبيب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة